فقط امض في طريقك، افرح ليومك أو غدك، لا تسأل ولا تحزن، افرح كثيراً وابتعد عن البحث أو تقليب صفحات التاريخ فهي مُرة وحلوة، التاريخ في بعض أجزائه كاذب وصادق، بل مشرع على نوافد الأسئلة الماكرة أو المباشرة والساذجة! امض بعيداً عن الأسئلة، إن طاب ليلك ومساؤك وجاءت فرحتك اغتنمها. التاريخ لا يكذب كثيراً ولا يُصدق كثيراً مراجعك مراجعهم هناك سوف تختلف وسوف تكون زاوية الرؤيا هي مفترق طرق، أنت تسأل من اليمين إلى الشمال، والآخر يبدأ من اليسار إلى اليمين، لن يلتقي الخطان المتوازيان، لأن بداية النقطة ونهايتها مختلفة، ولأن الدروب والمسارات أيضاً مختلفة. أنت قادر على الأجوبة ولكن لا تستطيع أن ترد على كافة الأسئلة! إذاً امض في طريقك وافرح واطو زمنك مثل حصير قديم واركنه في أي زاوية. كان يهزر كثيراً ويغني أغانٍ قديمة يردد أناشيد تركها البحارة على الشاطئ ورحلوا، ثم طوتهم الأيام، وفي أوقات أخرى يردد تغرودة حملها بعير قطع الصحراء في هجيرها وبردها، ثم مات البعير منذ زمن طويل ومات أصحابه وزمنهم، وحده ما زال يغرد ويشدو ألحانه القديمة، ما زال ينسج حكاياته القديمة، نصفها حقيقية وأخرى من الخيال الذي يضفي عليه حيناً بطولات تحققت أو أنها لم تتحقق. ??? كلما شاهدت كبار السن الذين يلتقيهم الإعلام ويسأل عن الماضي ويظل ذلك الذي فقد قدرته على الكلام أو المصاب بالزهايمر يسرد بطولات وأحداثاً وتواريخ قديمة، تصاب بالدهشة والحيرة. تبحث في المراجع البريطانية أو المدونات الموثوقة فتجد شيئاً مختلفاً تماماً، قصصاً وحكايات ومواقف لا نود حتى الحديث عنها أو سردها، لأنها سوف تكون صادمة ومزعجة وسوف تطفئ فرحك. لماذا يزج بالناس القدامى في سرد أحداث تاريخية فيها أمور ظاهرة وأخرى خفية حتى على الباحثين؟ شوابنا وعجائزنا يمكن أن يتحدثوا فيما خبروه في حياتهم من حياة اجتماعية ومعيشية، يمكن أن يتحدثوا عن الصحراء والحياة فيها والبحر وأسراره اليومية والجبل والسهل والمراعي والحياة اليومية واختلاف الفصول. ولكن أن يتحدثوا عن التاريخ والسياسة وأسرارها فإنها موثقة بشكل جيد ويومي في بعض الأوقات في الوثائق البريطانية ومراجع أخرى. وعلى الباحث أو الذي ينشد المعرفة الحقيقية أن يقرأ تلك الوثائق ثم يقارن ويفكر ويحلل إن إراد التحليل، وهناك بعض الإعلاميين يخرجك من الفرح إلى الأسئلة. دع الأسئلة وامض بعيداً، افرح واسعد إن الأيام طوت أشياء كثيرة، وإن الحاضر والمستقبل سوف يطويان أحداثاً آنية. هكذا هو التاريخ، يذهب بأوراقه وأسراره وحكاياته القديمة، ولكنها تظل مسجلة ومرصودة. اليوم أزمنة لا تحتمل الأسئلة ولا شيء أجمل من فرح الساعة واللحظة، خاصة في الإمارات اليوم وهي تطرز أزهار الاحتفالات الجميلة بأجيال جديدة وجميلة ومحببة ومخلصة لوطنها العزيز. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com