معظم الكلام يمضي.. قليل ما يستوقفك.. نادر ما تشعر أنه كان يحيك في صدرك، لكنك لا تدري كيف تصرح به.. بعض الناس حين يتحدثون نراهم يتحدثون عنا.. من هؤلاء ومن هذا الكلام، ما قاله نجمنا الرياضي الكبير، الكابتن أحمد عيسى، أول قائد لمنتخبنا الوطني، نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي السابق، والذي لا يتحدث كثيراً، لكنه حين يتحدث يضع النقاط على الحروف، حتى وإن اختلفنا معه في بعض مما قاله في حواره الأخير مع «الاتحاد».
تحدث الكابتن أحمد عيسى، عن الحياة الاجتماعية والأهلية للأندية، والتي يرى أنه تم تغييبها بفعل فاعل، وكيف أن البيئة الرياضية تشهد غياب الروح الاجتماعية في الأندية والرياضة عموماً، مؤكداً أنه عندما تعود أنديتنا لوضعها الطبيعي، كمؤسسة اجتماعية وأهلية حقيقية، ستعود لتلعب دورها الحقيقي في إدارة اللعبة، وقد سبق وكتبت هنا عن ضرورة تنامي الدور الاجتماعي والأهلي للأندية، لأن ذلك هو السبيل لنهضة رياضية حقيقة، وهو السبيل لأن نرى 30 أو 40 ألف متفرج، كما رأينا منذ أيام في السوبر المصري بين الأهلي والزمالك.. رغم كل شيء وبعيداً عن أي شيء، يبدو الدور الاجتماعي فارقاً في كرة القدم.. فارقاً مع الجمهور ومع محبي النادي الذين يجب أن يدركوا أن لهم دوراً، وسوى ذلك يكفيهم أن يعلموا بالنتيجة، أو لا يعلموا.. الدور الاجتماعي باختصار هو جسر المحبة الممتد من الشريان إلى الكيان.
نعلم عن الكابتن أحمد عيسى، أنه ليس متشائماً بطبعه، ولكن القلق الذي يشعر به حقيقي، كما أن ما قاله عن مشروع الاحتراف الذي قفزنا بسببه على مراحل كان يجب المرور بها، هو أيضاً كلام حقيقي، نشعر به وقلناه بطريقة أو بأخرى، أو ظننا أنه معلوم، لكن من غير المنطقي أن ندفع الثمن أكثر من مرة، وما أنفقناه حتى الآن - كما قال عيسى- لا يتماشى مع ما جنيناه، وهذا أيضاً حقيقي، فنحن - وفق تصويره - نجني ما نزرع، ويبدو أننا نصر على زرع بلا ثمر.
ليس الكابتن أحمد عيسى أول من تكلم ولا آخر من تكلم، وطوال سنوات، يكتب من يكتب ويقول من يقول، ومع الصحافة باتت الشاشات منبراً للنظريات والتحليلات، ولكن رغم ذلك نبتعد كثيراً عما نريد، ونبدو كأننا نحرث في الماء، ولست أدري: هل نجهل أنه ماء أو أننا نعلم ذلك جيداً ونصر عليه، لأن البعض له مصلحة في ذلك؟

كلمة أخيرة:
أي كلام لصالح الوطن.. «مباح».