أحياناً تصدمني صورة “دي بي” أو “بروفايل” يزين بها أحد ما سجل محادثات البلاك بيري أو الواتس أب، صورة أقل ما يمكن وصفها به “أنها تجرح الحياء”، يشدني إليها أنها ليست من وكالة صور أو مشهد فيلم أجنبي أو حتى من مجلة ما، إنها صورة لفتاة شرقية الملامح والصفات، تخضب أناملها بالحناء، وينحدر شعر أسود كالليل فوق منكبيها. بغض النظر عن أن التقاط الصور بأي هيئة، حرية شخصية تحددها صاحبتها، لكن عرضها على الدي بي أوالبروفايل في الأجهزة الالكترونية أو عبر الثنائي “فيس بوك وتوتير” يحولها من صورة شخصية لصورة عامة، وقد سمعنا قبل شهر قصة الرجل الذي طلق زوجته بعد أن وجد صورتها مذيلة في توقيع عضو بأحد المنتديات، مكتوب عليها “لن أنساك ما حييت!” قبل عشر سنين ربما، كانت الصورة الشخصية كنز لا يمكن التفريط به حتى لصديقة أو ابنة عم، صورنا كانت تحفظ بعيداً حتى عن أيدينا، وكان يمكن أن تتعرض الفتاة لأنواع من العنف اللفظي وربما البدني لو أن صورتها وصلت ليد صديقتها! كانت الصورة أمراً خاصاً جداً، والحرص كل الحرص على أن تلتقط للفتاة دائماً وهي محتشمة، وما عدا بعض صور الذكريات المرتبطة بالعائلة هنا وهناك، كان من الصعب أن تصور الفتيات صوراً شخصية بغير داع. تغير الزمن وتغير مفهوم الصورة معه، وصار من الطبيعي أن تسجل الذكريات وأن تحتفظ بالكثير من الصور التي أضحت إلكترونية أيضاً ولم تعد صوراً فيلمية تحمض بمكائن عملاقة. اليوم تشيع بين الناس صور لفتيات وشبان تثير الاستغراب، تجعلك تتساءل كيف التقطت الصورة؟ بعض الصور أقرب ما تكون لصور “خادشة” تضم شباباً “خليجيون شكل” وفتيات “خليجيات بالشكل أيضاً” .. أين ومتى .. وكيف؟ بعض الصور لا يقبل عاقل أن يراها في هاتف شقيقته أو زوجته، فكيف إن كانت هي صاحبة هذه الصور؟! أحياناً تبدو صور البروفايل كلعبة بازل عليك تركيب قطعها المختلفة، ففي الصباح تضع صورة كتفها المزين برمسة حناء ناعمة، وعند العصر غرتها التي قصتها وصبغتها حديثاً، أما المساء فهو مناسب لإبراز جمال ساقيها بالكعب العالي ونقشة حناء تظهر من الجوانب. كل هذه الصور جميلة ورائقة ورائعة، ويمكن أن تخص بها الفتاة أسرتها، وزوجها دون أن تعرضها على الملأ في صفحات الإنترنت التي يمكن السرقة منها بسهولة، فمثل هذا التصرف قد ينعكس عليها سلباً مع الوقت، خاصة أن الإنترنت مدينة بلا مقبرة لا يموت فيها خبر. أتمنى أن تفهم الفتيات الصغيرات دوماً أن القادم في الحياة قد يكون جميلاً ورائعاً لدرجة الندم على صغائر الأمور التي ارتكبناها بدايات العمر، وأن الغيرة على الذات والجسد اليوم ستكون سبب أمان حين تأتي السعادة، فقط لا تفرطوا في خصوصياتكم ولن تندموا.