يغيب دورينا ويعود، وكل شيء يؤول إلى التكرار، فمنذ سنوات طويلة هذا هو شأننا، نفس الوجوه ونفس العيون، منذ سنوات والمنافسون لا يتغيرون، الذين كانوا في القمة هم أنفسهم اليوم في سباق القمة، والفرق التي في المؤخرة هي نفسها تعيش نفس الأزمة، كل شيء في دورينا يسير على ذات النسق وعلى نفس الوتيرة، إلا فريق واحد اختلف ولم يعد يشبه فريق الجزيرة. لم يخسر الجزيرة هذا الموسم إلا بقدر ما خسر دورينا مصدراً أساسياً من مصادر المتعة، ومنافساً شرساً كان ليثري المسابقة، وفريقاً هو أحد الثوابت الرئيسية في الصراع على اللقب منذ سنوات طويلة، وهو الذي أخذ على عاتقه إثراء مسابقاتنا بنخبة من أبرز اللاعبين المواطنين والأجانب والذين لا يجيد استقطابهم والتعاقد معهم أحد كما تفعل إدارة الجزيرة. قبل بداية هذا الموسم كان السؤال، من هي الفرق المرشحة للمنافسة على البطولة؟، لم تخلو أي إجابة من اسم الجزيرة، فالتعاقدات كانت على أعلى مستوى، والفريق يضم هداف الدوري في الموسم الماضي، وهداف الخليج وآسيا، وفارفان القادم من شالكة الألماني، والبرازيلي نيفيز نجم الهلال السعودي السابق، إضافة إلى مجموعة من أبرز اللاعبين المواطنين، ولا يمكن أن ننسى عودة براجا. كل المعطيات كانت تشير إلى موسم جزراوي ناجح بكل المقاييس، وكان الحديث عن المنافسة أمراً مفروغاً منه، ولكن ما حدث لم يكن في الحسبان، وصدق أو لا تصدق فخلال 11 جولة لم يحقق الجزيرة سوى 11 نقطة، وصدق أو لا تصدق فخلال 11 جولة خسر الفريق 6 مرات، وصدق أو لا تصدق اليوم بعد 11 جولة يحتل الجزيرة المركز الثاني عشر. ومهما حاول أي شخص قريب من النادي أو بعيد أن يتحدث عن الأسباب التي أدت إلى ما يحدث للفريق حتى الآن، لا يمكن أن تكون هناك أسباب مقنعة أو مبررات مفهومة، قادرة على إقناع وإرضاء الجماهير المصدومة، فقد انتهت حظوظ الجزيرة في المنافسة على الدوري، ولكن الموسم لم ينته بعد، فلا زالت هناك الكأس الغالية، ولا زالت الآسيوية، والمطلوب الآن إعادة الجزيرة إلى سيرته المعهودة، وشخصيته المفقودة، وإذا كان الجزراوية قد تفاءلوا بعودة براجا، أثبتت الأيام الماضية أنه ليس نفس ذلك المدرب الذي قاد الفريق إلى أروع إنجازاته، فبراجا اليوم لا يشبه براجا الأمس، والجزيرة لا يشبه الجزيرة.