في مؤشر مجلة ''فوريس'' المالية المتخصصة للتعاسة والسعادة الوظيفية، جاءت الإمارات في المرتبة الأولى بين دول العالم، وذلك بفعل ارتفاع الرواتب وانعدام الضرائب· وتحسب المجلة سعادة الموظف أو تعاسته بقدر ما يحمل معه من راتب بعد حسم الضرائب، وقالت المجلة في حالة الموظف في الإمارات فهو ''الأكثر سعادة لارتفاع الأجور وانخفاض الضرائب حيث يمكنه بحسب المجلة أن يحمل الى منزله 47,5 ألف درهم من أصل راتب 50 ألف درهم (على سبيل المثال)· وكل من سمع بمؤشر المجلة التي عودتنا على ذكر أصحاب الملايين في الداخل والخارج، استغرب التقرير الذي بلا شك لم يسمع واضعوه برواتب الموظفين الاتحاديين، ومعاناتهم من الأنيميا قياساً برواتب الدوائر المحلية، وما يتسبب فيه هذا الوضع من نزوح وهجرة من الدوائر والمؤسسات الاتحادية الى المحلية· ولأن المجلة متخصصة في أخبار أصحاب الملايين، فقد اعتمدت صاحب راتب الخمسين ألف درهم نموذجاً ومقياساً، وهذه الفئة قلة قليلة في سلم الرواتب الاتحادية· وبالطبع سرى الدفء مطلع الشهر الجاري في جيوب موظفي الدوائر المحلية إثر قرار تعديل الدرجات، بل إن بعضهم لم يصدق ما نزل في حسابه، فذهب يتأكد من البنك ومن دائرته، قبل أن يلمس شيئاً من الراتب، ويعلم علم اليقين أنه في علم وليس في حلم· ورغم انذارات وتحذيرات وزارة ودوائر الاقتصاد اعتبر بعض التجار أن الدفء شمل كل الموظفين فقرروا ممارسة عاداتهم غير الحميدة في مثل هذه الأحوال، ورفعوا ما أرادوا أن يرفعوا من سلع، والكل يدور في حلقة مفرغة، ومسلسل زيادات الأسعار انطلق في حلقات ستفوق أطول مسلسل مكسيكي· وإذا كان الموظفون الذين هم على رأس عملهم يضجون بالشكوى، فكيف الحال مع المتقاعدين؟، وهي فئة خدمت بكل إخلاص، وجدت نفسها اليوم في دائرة من القلق لم يسمع بها بالتأكيد المعجبون بتقرير ''فوربس''!!·