ذات مرة وفي مجلسه العامر، روى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للحضور قصة أول رحلة له إلى مناطق قبائل الماساي الأفريقية، وعودته إليهم بعد أن أمره القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للتخفيف من ظروفهم المعيشية القاسية بحفر آبار للمياه، لتستقر تلك القبائل وتدب الحياة في مناطقها بعد إنشاء عيادات وغيرها من ضروريات الحياة، حتى وإنْ كانوا من غير ملتنا، وقال له القائد المؤسس عبارته الشهيرة «أليس الذي خلقك خلقهم؟»، لتكون قاعدة ذهبية لأبناء الإمارات في نثر الفرح ونشر الخير أينما كان محتاج أو منكوب. بالأمس كنا في أبوظبي أمام صورة زاهية من صور نهج الخير الذي هو غرس وسلوك وفعل، مع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس، بتكريم خمسة من أبطال استئصال مرض شلل الأطفال. خمسة أبطال يحمل كل منهم قصة إخلاص ووفاء وبذل وعطاء في سبيل خدمة الآخرين، والمساهمة في التصدي لهذا المرض الذي يغتال أحلام الطفولة والشباب والحياة، وكان لسموه قصب السبق عام 2011 في إرساء مبادرة إماراتية عالمية رصدت لها نحو 100 مليون دولار لتوفير لقاحات للأطفال في أفغانستان وباكستان بالمشاركة مع المؤسسة، بما في ذلك لقاحات لاستئصال مرض شلل الأطفال بشكل نهائي. وفي هذا الإطار أيضاً، وتنفيذاً لتوجيهات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كانت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان قد أعلنت النتائج النهائية التي حققتها حملة الإمارات للتطعيم خلال عامي 2014 و2015، ونجحت في إعطاء 86 مليوناً و582 ألفاً و923 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال. وفي المجلس العامر لسموه، كنا قد تابعنا محاضرة وفيلماً وثائقياً عن مهمة «رياح الخير»، والدور المشرف لأطباء وطبيبات وممرضي وممرضات ورجال قواتنا المسلحة لتأمين نجاح برنامج التطعيم، وتوفير الرعاية الصحية للمواليد وأمهاتهم في المناطق القبلية بين باكستان وأفغانستان، حيث تنشط عصابات الإرهاب، أعداء الحياة. إنها إماراتنا، حيث الخير سلوك وفعل من غرس زايد الخير، حماها الله من شر كل حاقد وحاسد.