قال بعضهم: سمعت بدوياً يقول لابنه: يا بني: كن سبعاً خالساً، أو ذئباً خانساً، أو كلباً حارساً، وإياك وأن تكون إنساناً ناقصاً. قال هانئ قبيصة بن مسعود الشيباني يوم ذي قار يحرض بني وائل: الحذر لا ينجي من القدر، والدنية أغلظ من المنية، واستقبال الموت خير من استدباره، والطعن في الثغر، خير وأكرم منه في الدبر، يا بني: هالك معذور، خير من ناج فرور، قاتلوا، فما للمنايا من بد. قال أكثم بن صيفي: يا بني تميم لا يفوتنكم وعظي إن فاتكم الدهر بنفسي، إن بـين حيزومـي وصــدري لبحـراً من الكلـم، لا أجد له مواقع غير أسـماعكم، ولا مقـار إلا قلوبكـم فتلقوها بأسماع صافية، وقلوب واعية، تحمدوا عواقبها: إن الهوى يقظان، والعقل راقد، والشهوات مطلقة، والحزم معقول، والنفس مهملة، والروية مقيدة، ومن يجهل التواني، ويترك الروية يتلف الحزم. ولن يعدم المشاور مرشداً، والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل، ومن سمع سمع به، ومصارع الألباب تحـت ظلال الطمع، ولو اعتبرت مواقع المحن، ما وجدت إلا في مقاتل الكرام، وعلى الاعتبار طريق الرشاد، ومن سلك الجدد أمن العثار، ولن يعدم الحسود أن يتعب قلبه، ويشغل فكره، ويثير غيظه، ولا يجاوز ضره نفسه. يا بني تميم: الصبر على جرع الحلم، أعذب من جني ثمر الندم، ومن جعل عرضه دون ماله، استهدف الذم، وكلم اللسان، أنكى من كلم الحسام، ولكل خافية مختفٍ، ورأي الناصح اللبيب دليل لا يجور، ونفاذ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب. استشار قومٌ أكثم بن صيفي في حربٍ أرادوها، وسألوا أن يوصيهم، فقال: أقلوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل، والمرء يعجز لا محالة، فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تهب ريثاً، واتزروا للحرب وادرعوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف. وأوصى أود بن صفر بن سعد العشيرة فقال: يا بني، سلوا الناس ولا تخبروهم، وأخيفوهم ولا تخافوهم. الأسود بن يعفر النهشلي: هَل لِشـبابٍ فـات من مَطلـــب أم ما بُكـاءُ البائـــسِ الأَشـــيبِ إلا الأضـاليـــــل ومــن لا يَــزَل يُوفـي علـى مهلكــــه يَعصَـــب بُدّلـــتُ شــيبا قـد عَـلا لمتــي بعــد شَـــبابٍ حَســنٍ مُعجــبِ صَاحبتُـــــه ثُمَّــــت فـارَقتُـــــهُ ليـتَ شــبابي ذاك لـم يَذهــبِ ولـم يُعرنـي الشــــيب أثوابــــه أصبى عُيـون البيــضِ كالرَبـربِ كأنمــــا يومَــي حَــــــــــولٌ إذا لم أشـــهَدِ اللَّهـــو ولــم ألعـبِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae