عندما أطلقت «أبوظبي للإعلام» مبادرتها «صور بإيجابية»، كان ذلك استشعاراً لجسامة المسؤولية وخطورة الأداة لتبصير العامة بالنتائج السلبية للغاية التي يقود إليها سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى نشر مقاطع مصورة أو صوتية خلسة من دون تبصر مآلاتها. نذكر بهذه المبادرة المجتمعية المهمة، ونحن نعيش نموذجاً حياً لما نتحدث عنه من تجاوز، في أعقاب ذلك المقطع الذي انتشر حول احتفال طالبات «التقنية العليا» باليوم الوطني. ومهما كان هدف الذي صور ونشر المقطع، فإنه قد جرى استغلاله بصورة سلبية للغاية، لم يكن تباكي البعض على سوء استغلال الزي الوطني والمناسبة الوطنية الغالية إلا مدخلاً لمحاولة النيل من العملية التعليمية برمتها والنقلات النوعية التي سجلتها، وبالذات في التعليم العالي والمهني، فإذا بالانتقاد ينحرف باتجاه غير ما بدأ به. واضطرت إدارة كليات التقنية لتوضيح ملابسات الأمر بعد الضجة الواسعة التي أحدثها نشر المقطع، فقد كان لمدرس أجنبي وزوجته أرادا مشاركتنا أغلى مناسبة وطنية لدينا، وإن لم يوفقا ولم يلفت نظرهما المنظمين للثقافة المحلية. لقد أراد البعض استغلال هذه الواقعة في محاولة لتشويه جهد كبير وعظيم في مسيرة تطوير التعليم، وذلك من أجل إرضاء مرض استوطن قلوبهم، الحاقدة على منجزات هذه المسيرة المباركة، وبالتالي ما تحقق في رحابها على مستوى التعليم بمختلف مستوياته. التعليم الذي تعده الدولة مفتاح الوصول إلى اقتصاد المعرفة وضمان رفاهية ورخاء وازدهار الأجيال القادمة. الذين استهدفوا النيل من التعليم باستغلال ذلك المقطع معروفة توجهاتهم وما ينطلقون منه، معتقدين أنهم سيفسدون فرحتنا ونحن نستقبل أيام جليلة مباركة مع احتفائنا بيوم الشهيد، واحتفالنا باليوم الوطني الرابع والأربعين. واعتقدوا أنهم سينجحون في مآربهم تلك. والتحية لكليات التقنية التي حرص مدير مجمعها الدكتور عبداللطيف الشامسي على توضيح ملابسات ما حصل، وقطع الطريق على أصحاب المآرب. هذه الواقعة تذكرنا من جديد بمسؤولياتنا، والتعامل بمسؤولية مع المقاطع المصورة التي تصلنا أو تلك التي نصورها، ونضع دوماً مصلحة المجتمع صورة الوطن ومصلحته أمامنا، فالأمر ذهب إلى ما هو أبعد من سوء استخدام زينا الوطني أو المناسبة، كما ذكرنا. وعلينا ألا نخلط الأمور، فهذه الواقعة مختلفة تماماً عن تلك التي روج فيها آخرون أعلاماً وشعارات مسيئة في مناسبة وطنية كبيرة بحجم اليوم الوطني.