شفاكم الله وعافاكم وأبعد عنكم شرور الأمراض، وما أكثرها في هذا الزمن، على الرغم من التطور الهائل الحاصل في الطب وفي الأدوية وتطوير العلاجات، إلا أن الأمراض ما تزال سارية وتسجل أرقاما قياسية، ومنها مرض السكر، والذي أصبح ينتشر بسرعة صاروخية مثل انتشار النار في الهشيم، ولا يكاد يخلو بيت من وجوده خصوصا عندنا في الإمارات. والسكر من شدة انتشاره خصصت له منظمة الصحة العالمية يوما للاحتفال به على مستوى العالم، وبالطبع ليس المقصود الاحتفال بالمرض، ولكن المقصود الاحتفال بمكافحته وتنبيه الناس لخطورته ومحاولة نشر الوعي حوله، والغريب أن السكر على الرغم من كل الجهود المبذولة لمكافحته ومحاربته في الدولة، إلا أنه مازال يتفوق علينا وينتصر في هذه الحرب، حيث لا يزال يسجل أرقاما قياسية ويرتفع مدُّه بدلا من أن ينحسر، مما يدل على أن معظمنا غير مستعد لتغيير عاداته الغذائية مهما كلف الأمر. وبحسب الإحصائيات، فإن هناك حوالي 366 مليون مصاب بالمرض حول العالم، وهو يتسبب في وفاة 4,6 مليون كل عام بمعدل حالة وفاة كل سبعة ثوان، وهذه نسب عالية ومخيفة، وما يثير القلق أكثر أن نصيبا من المرض عالية، حيث تحتل الدولة المركز الثاني على المستوى العالمي في كثافة الإصابة بالسكر بنسبة انتشار بين السكان تصل إلى 19,5%، ولا يسبقنا في جدول الترتيب غير جزر “نارو” التي تحتل المركز الأول عالميا بنسبة انتشار للمرض وصلت إلى 30,8 %، وهذه أول مرة أسمع بهذه الجزر، وأعتقد أن معظمكم أيضا لم يسبق له أن سمع بها، وهي جزر صغيرة من الصعب إيجادها على الخريطة. كنا نتمنى أن يكون هذا الترتيب المتقدم في موضوع غير المرض، في تصفيات كأس العالم على سبيل المثال، بدلا عن الإحباط الذي ولده المنتخب باحتلاله المركز الأخير برصيد صفر من النقاط أو أي محفل إيجابي آخر، لكن قدر الله وما شاء فعل بأن نكون في طليعة ركب العالم في داء السكر، وهو بلا شك ترتيب يعكس حجم المشكلة التي نعاني منها. السكر منتشر بين طلاب المدارس بصورة كبيرة، ومنتشر بين أفراد المجتمع، وشبه موجود في مختلف المنازل والأسر، والسكر يمثل هدرا للموارد، حيث تصل فاتورته العلاجية في الدولة إلى ما يقرب من الستة مليارات، وهو مبلغ مهول كان بالإمكان الاستفادة منه في مناحي أفضل في الحياة، وباختصار تحول إلى مشكلة كبيرة تهدد الجميع، والمتسبب الحقيقي فيها نحن باتباعنا أساليب حياة كسولة وأنظمة غذائية أسوء بالاستسلام لمغريات الحياة السهلة الموجودة في مجتمع الوفرة، بدلا من مواجهته والتصدي له. سيف الشامسي | salshamsi@admedia.ae