بعد خسارة الشعب أمام الإمارات في الجولة الثالثة من دوري الخليج العربي، خرج بطي بن خادم رئيس شركة الشعب لكرة القدم باتهام صريح لوسائل الإعلام أنها أعاقت مسيرة «الكوماندوز»، ووصفه بالإعلام المترصد الذي يختلق الأخبار الكاذبة. نعم مسيرة الشعب توقفت بسبب وسائل الإعلام، ولكن عن أي مسيرة يتحدث رئيس الشركة؟ وهو الذي ستكمل إدارته بعد 10 أيام عامها الثاني، وهما عامان عانى فيهما الشعب الكثير، عامان كانا ثقيلين على صدور الجماهير، عامان ضائعان من عمر النادي، عامان كانا عبارة عن أيام عجاف، عامان والشعب لم يكن بخير. هل يتحدث عن مسيرة إدارته في موسمها الأول عندما هبطت بالشعب إلى الدرجة الأولى قبل الختام بثلاث جولات، وخرج الفريق من دور الـ16 في مسابقة الكأس على يد الذيد، أم موسمها الثاني عندما عاد الفريق إلى المحترفين بمعجزة وبهدف في الثواني الأخيرة، ولم يشارك في الكأس بسبب خروجه المبكر من كأس الاتحاد، أم موسمها الثالث حالياً، والفريق لم يحقق فوزاً واحداً، بعد مرور 8 جولات من الدوري، ويقبع في المركز الأخير. عن أي مسيرة يتحدث؟، والفريق تحت ظل إدارته في دوري المحترفين خاض 25 مباراة ولم يحقق سوى فوزين فقط كان آخرهما قبل 19 مباراة كاملة، وعن أي مسيرة يتحدث؟ بعد أن أصبحنا لا نعرف الشعب، وصرنا نجهل الكوماندوز، والفريق الذي كان مهاباً، أصبح لقمة سائغة، وأتمنى أنه لا يقصد بالمسيرة، أزمة نقاط دبي وارتداء لاعبيه قمصان دبا الفجيرة. عن أي مسيرة يتحدث؟ ولم تتبق من رائحة الشعب الزكية سوى جماهيره الوفية، التي ما زادتها نتائج الفريق المتواضعة سوى حباً وهياماً، وهذه الجماهير رفعت اللافتات أمام أسوار النادي مطالبة برحيل الإدارة، ولافتة صارخة في وجهها: «كفاكم عبثاً بتاريخ النادي»، فما كانت ردة فعل إدارة شركة الشعب؟، لم ترحل ولكن رحل المدرب. الفشل ليس عيباً، وليس كل ناجح في مجاله قادراً على إدارة شركة كرة قدم، فالإدارة الرياضية فن لا يتقنه الجميع، ومن الطبيعي أن الذي لا يجد في نفسه القدرة على تحقيق النجاح عليه أن يرحل إذا كان يهمه الكيان، إذا كان خائفاً على إرث «عدنان»، وليترك الفرصة لغيره، كفاكم عبثاً، إلا إذا كنتم مقتنعين حقاً أن هناك عملاً ناجحاً، أو صدقتم أنفسكم في حكاية المسيرة، عندها نقول عظم الله أجر الشعب وأجر جماهيره.