في كل مناسبة وطنية نجد من يُسوّق بعض الأعمال الوطنية التذكارية المشوهة في محلات موجودة بالإمارات، ولا ندري إن كانت ترسل للخارج لتعميم تشويه الصورة، أو لغرض حرب نفسية استفزازية، ولا يمكننا أن نحسن الظن في كل الأمور، ودائماً، فالمسألة ليست مصنعاً في الصين، ويتجملون فيما يكتبون، ويجتهدون، ولا يتقنون ما يصنعون، الأمر يمكن أن نحمّله أكثر، فليس كل الناس كما نتصور أنفسنا، نحترم الآخر، ولا نرغب في الأذية، ونهتم بما ينفعنا، ويعزز مكانة دولتنا، وأن هناك ثمة أخلاق ومواثيق شرف، وعرف بين الدول، لا تمس فيها الرموز الوطنية، أقول هذا بعدما تكررت أعمال تسويق التذكارات الوطنية المشوهة أو المتعمد تشويهها من قبل البعض، وجلبها لأسواق الدولة، والمشكلة أنها تصل، وتعبر الجمارك، ويفسح لها، ولا أدري إن كانت هناك جهة ما مسؤولة عن ما يتم تصنيعه، ويخص الدولة، وأمر فسحه، ومنح رخص تسويقه، والأمر ينطبق على الجمارك أيضاً، حيث يجب أن يشترط تقديم نموذج لما تم استيراده، وإن تبين العكس فيما بعد، فاللوم يقع عليه، وجرم المسؤولية يتحملها التاجر المستورد، ولا نريد أن نجد علم الدولة مكتوباً تحته، ويباع عندنا، «علم دولة الإمارات الفارسية المتحدة»، لأن القصد هنا واضح، وهو الإساءة للإمارات، وجليّ، وهو الإساءة لرمز وطني، ومن ثم إرباك الصورة الذهنية عند البعض، ولدى الجاهل، وحرب نفسية تمارس في الخفاء ضد حِلمنا، وأخلاقنا، وصبرنا، وتمسكنا بالفضائل والقيم الإنسانية العليا. إن التشوية في علم الإمارات، لم يكن من ذلك النوع الذي يمكن أن يأتي من إرباك فردي أو خطأ إنساني، مثل قلب اللون الأخضر، بدلاً من اللون الأسود، فلا تكاد تفرق بين علم الإمارات والسودان، ولكن هذه المرة، ثمة عدم نظافة يد، وقلة مروءة، ورخص في التشوية المتعمد، وكأنه آت من صبي صغير جاهل أو من عمامة فارغة، ولحية ليست لرجل، وتأبى أخلاقنا أن نعمل العمل ذاته تجاه أي دولة أو من يتبع لها، ولأيدولوجيتها من أفراد ومؤسسات تقبض، وتثاب على فعلها الدنيء بالدولارات المزورة أو التي تختلط بدماء الشعوب البريئة، وسلب مقدراتها ومكتسباتها الوطنية أو تلك الدولارات التي تتاجر بالشر. لا نريد أن نلقي باللوم على الآخرين، دون لوم أنفسنا، فدائماً الأشياء الصغيرة، هي مصدر الشرر، وأتساءل هنا، لو أن كوريا الشمالية وجدت علماً كورياً شمالياً مشوهاً، ومكتوب عليه علم كوريا الجنوبية، كيف ستتصرف، تساؤل بريء فقط!