في كل بقعة من بقاع واقعنا الرياضي هناك مشكلة، وفي كل زاوية تبرز أزمة، ومنذ بدأنا عصر الديمقراطية الرياضية، ونحن لم نعد كما كنا في السابق، غابت الألفة عن مجالسنا المنتخبة، أضعنا سنوات من العمل الجاد والتخطيط والتطوير في مشاحنات وصراعات ومناوشات وبغضاء، هذه هي النتيجة الحتمية، وتلك هي محصلة الديمقراطية العرجاء.
تبدأ فترة عمل أي مجلس منتخب في معظم اتحاداتنا الرياضية، مع حلول العام الذي تقام فيه دورة الألعاب الأولمبية، ولا تنتهي إلا وقد أصيبت أوصال هذا المجلس بالإعياء والإنهاك، من واقع المشاكل والصدامات والسنوات الأربع التي تم استهلاكها لتصفية الحسابات، والانشغال بالصراعات، وسنة تلو الأخرى لا نسمع سوى عن استقالة تتلوها استقالة، فتضيق الصدور وتتسع الهوة، ليس لمصلحة عامة، ولكن لأن البعض يريد أن يثبت أنه هو الأقوى.
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من الجميع، وعلى عينك يا تاجر، الكل يشاهد تلك الفصول المخجلة، نراها على الشاشات، ونقرأ عنها على صفحات الجرائد، ونتابع فصولها عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ويبدو أن الكل يراقب ويعيش تفاصيل هذا الواقع المحزن، باستثناء الجهات المعنية وأصحاب الشأن.
أين الهيئة العامة للرياضة عما يحدث؟، وكيف لا تتخذ اللجنة الأولمبية الوطنية موقفاً صارماً حيال ما يجري؟ هل يعقل أن تتجمد أنشطة بعض الاتحادات الرياضية، بسبب خلافات بين أعضاء مجالس إدارتها؟ فما ذنب الرياضيين، وما ذنب المسابقات؟ وما ذنب اللعبة؟، وهل يعقل أن تتقدم الأغلبية المطلقة في أحد مجالس إدارات اتحاداتنا الرياضية باستقالة شبه جماعية منذ 4 أشهر، والجهات المعنية لا ترى لا تسمع ولا تتكلم.
تبدأ فترة عمل أي اتحاد رياضي منتخب بصور جماعية، وابتسامات عريضة، ووعود رنانة، وفلاشات براقة وتفاؤل لا محدود وأماني تشق عنان السماء، ومع مرور الأيام يتقلص عدد الأشخاص في الصور، وتبدأ الابتسامات في الذبول، ويتلاشى التفاؤل وتتبخر الأماني، ولا تتبقى سوى مسابقات منسية ومنتخبات تعاني من الإهمال، ورياضة كان لها شأن واليوم تبكي على الأطلال.
لا نسمع سوى الصمت المطبق، لا نعرف ما هي المرجعية التي يفترض أن تنتشل رياضتنا من واقعها الأليم، ومن هي الجهة التي تشخص أمراضها وتسارع في إيجاد العلاج، فكل الملفات مجمدة ومهملة أو حبيسة الأدراج، تفاءلنا خيراً في الديمقراطية والانتخابات وكنا نظن أنها ستحلق بنا وستتحقق أمانينا، ولكن خاب أملنا وضل سعينا والعيب ليس في الديمقراطية ولكن العيب فينا.