كان بودنا أن يقع الاختيار على جزيرة بوطينة من ضمن عجائب الطبيعة السبع في نتيجة التصويت الذي جرى الأسبوع الماضي، لكن عدم الاختيار لا يجب أن يشعرنا بالحزن أو بطعم الخسارة؛ لأن وصول جزيرة بوطينة إلى المراحل المتقدمة في المنافسة على الفوز يعتبر أمرأ مثيراً للإعجاب في حد ذاته. كما أن النتيجة تعتبر شبه نهائية، بمعنى أنه من الممكن أن تتغير النتائج، كما نوهت منظمة «عجائب الطبيعة السبع» في موقعها إلى أن هذه القائمة مؤقتة وليست نهائية، وأنه يجري إعادة فرز الأصوات من جانب جهات مستقلة بهدف التأكد من صحتها بشكل قاطع، على أن يتم إعلان النتيجة النهائية في مطلع عام 2012 خلال حفل سيقام لهذا الغرض. وبصرف النظر عن النتيجة النهائية التي ستعلن مع مطلع العام المقبل، سواء باستمرار النتائج الحالية أو حدوث تغيير، فإن وصول جزيرة بوطينة إلى المراحل النهائية من المنافسة ووصولها للمرتبة الـ14 على مستوى العالم هو أمر يفرح؛ لأننا ندرك جيداً أن العالم غني بالمناطق الطبيعية الساحرة التي أبدع فيها الخالق وصور والتي يصعب منافستها، علاوة على أن المواقع الفائزة تملك تاريخاً حافلاً وطويلاً، وهي معروفة عالمياً منذ مدة طويلة وتقف خلفها كثافة بشرية هائلة من السهل أن ترجح كفتها في التصويت. كما أن قصة “بوطنية” منذ بدايتها وحتى نهايتها كانت أشبه بالحلم. بصريح العبارة، من كان يصدق من الأساس انه لدينا عجيبة طبيعية في الإمارات يمكن أن يشار إليها بالبنان، وتستطيع أن تنافس عجائب العالم، ونحن نعيش وسط مناخ صحراوي قاس وصعب يسيطر عليه الحدب والجدب، ولولا مشاريع التخضير التي تقوم بها الحكومة وزراعة الحدائق والشوارع، لأصبح اللون الأخضر من الألوان النادرة في الإمارات! على هذا الأساس، الاهتمام الذي أثارته جزيرة بوطينة، في اختيارها أولاً من ضمن العجائب ووصولها إلى قائمة أفضل 14 عجيبة، بالإضافة إلى كل الدعاية والترويج اللذين تحققا لها يعتبران مكاسب تستحق التقدير، ويكفي أن اسم “بوطينة” اليوم أصبح معروفاً على المستوى الدولي عند رواد الطبيعة، وهو أمر بالتأكيد يشعرنا جميعاً بالفخر بأن تكون إحدى مناطق الدولة معروفه دولياً باعتبارها رمزاً من رموز الطبيعة. هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى فإن هناك أموراً حصلت في ترشيح “بوطينة” كانت أهم من عملية المنافسة ومن الفوز نفسه، وتتمثل في حالة التفاف الإمارات كلها خلف ترشيح الجزيرة، بالإضافة إلى الحماس الرسمي والشعبي الذي أثارته في المشاركة وفي الترشيح، هذه الروح الإيجابية في حد ذاتها كانت أجمل من الفوز لأنها لا تقدر بثمن. salshamsi@admedia.ae