من شرنقة التمني إلى فضاء الحلم الجميل، ثم واقع يتجلى بحله وحلله، ثم مطالب وطنية واجتماعية تقع على عاتق عضو المجلس الوطني الاتحادي الذي لا نريد منه زعيقاً ولا تصفيقاً، وإنما نريد أن يكون اليد الممتدة بامتداد الرؤية التي وضعتها القيادة، وسنها قانون العلاقات الإنسانية وأوثق عراها، تقليد هذا الشعب العريق المحب الوفي.. هناك متطلبات وطنية وأهداف سامية يتوخاها المواطن، كما ترنو إليها القيادة بعين الاهتمام، تدعنا نقول لعضو المجلس الوطني إن المرحلة الراهنة هي مرحلة عمل، وفاصلة لإكمال الجملة الفعلية، ونقطة على السطر لبداية عهد جديد، يثمن الماضي التليد، ويؤكد رسوخ حاضرنا المجيد، مرحلة بناء العلاقة القويمة السليمة ما بين الإنسان والإنسان، والإنسان والوطن، والإنسان ومن أنيطت به الرعاية والعناية والحماية لشؤونه وشجونه.
إنسان الإمارات، الذي أسست بناءه، قيادة حكيمة يستحق هذه المعاضدة والمساندة، والأخذ بمتطلباته مأخذ الجد والاجتهاد، لأجل سلامنا وأماننا، ولأجل الصعود شموخاً باتجاه فضاءات أوسع وأكثر براعة، ولأجل جعل الإمارات دائماً واحة الطمأنينة وباحة السكينة، ولأجل خوض معركة الحياة بفن وإبداع الصحراء وشجن ويراع ما ابدته العيون الحور في ترائب بلادنا وترابها.
أعضاء انتخبوا، وأعضاء عينوا، ومجلس وطني بكل أعضائه وبنائه ننتخبه، ليكون لنا صرحاً وتصريحاً، ويكون المسافة المتعافية ما بين الذات والذات، والذات والوطن، تحت قيادة رشيدة وضعت النفس والنفيس في خدمة الإنسان لأجل عمار البنيان، وازدهار الأشجان، واستمرار مرحلة التطور والنمو، انتماءً حقيقياً إلى عصر لا يلتفت إلى المتخلفين، ولا ينتمي إلى المتقاعسين، ولا يستمع إلى الزاعقين، ولا ينظر إلى المهرولين عكس اتجاه عقارب الساعة.
أعضاء انتخبوا، وآخرون عينوا، والجميع تحت القبة الزرقاء يتنفسون هواء الوطن، ويرشفون من عِذابه، ويلتحفون سماءه، ويفترشون ترابه، الأمر الذي يجعل من اتساع حدقة الأهداف وعظم الغايات وتسامي الروح الوطنية وتشابك الأيدي يداً بيد وكتفاً بكتف، وفكرة تنمي فكرة، والإرادة واحدة، والعزيمة قوية بشيمة التآخي بلا تراخٍ، كل ذلك لأننا ننتمي إلى أنفسنا التي هي من صلب تاريخ وترائب حضارة دفقهما وريد المحبة للوطن وشريان الوفاء، لقيادة اجتهدت فأسست، فأنتجت وطناً فيه عنوان المواطنة هو الحب، وأول كلمة في جملته الاسمية، أمر النفس أولاً بأن للانتماء شواهد، وأولها الحب بالفعل لا بالقول، وأول الفعل نبذ كل ما يعيق ويحيق، والمضي قدماً نحو الانسجام والوئام.. وجماعة تعاونوا ما ذلوا.


marafea@emi.ae