عندما يدخل نجوم «الأبيض» الإماراتي استاد جابر الدولي الليلة لمواجهة شقيقهم العُماني في نهائي «النسخة 23» لبطولة الخليج، فإنهم يدركون جيداً أنهم أمام مسؤولية كبيرة، لأنهم مطالبون بتقديم «هدية العام الجديد» لجماهيرهم الرائعة التي ستزحف خلفهم في الكويت، والتي ستتابعهم في كل أنحاء الإمارات. كما أنهم يدركون قيمة انتزاع أول لقب في «عام زايد» الخير والعطاء والتضحية وحب الوطن. وسيكون «الرقم 1» حاضراً في مواجهة لا تعترف إلا بأصحاب القلوب القوية القادرين على تصحيح الأخطاء الماضية، وتحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، مع عدم الاستعجال، واللعب على التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تحدد الأحق بلقب أول بطولة خليج يحتضنها استاد جابر، الذي كان بفخامته، أحد أسباب نجاح البطولة. وكل ما نأمله أن تكتمل مغامرة زاكيروني التي رفعت شعار «النتيجة أهم من المتعة»، وهو ما يعيد إلى الأذهان مغامرة الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر عندما نجح بمنظومة دفاعية قوية، في قيادة «الفراعنة» إلى نهائي أفريقيا بالجابون، واستطاع في نصف النهائي أن يتجاوز منتخب بوركينا فاسو بركلات الترجيح، وهو نفس ما حدث للإيطالي زاكيروني مع «الأبيض» في مباراته مع «أسود الرافدين»! ××× الدعم الجماهيري الكبير للمنتخب في مباراة الليلة يعيدنا إلى ذكريات نهائي «خليجي 21» بالبحرين عندما شعر المنتخب أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، وكذلك ذكريات نهائي «خليجي 18» بالإمارات مع الشقيق العُماني عندما رفعت الجماهير لافتة «عفواً يا جار.. اللقب لأصحاب الدار». ××× في مونديال الأندية الأخير بأبوظبي، حافظ الحارس علي خصيف بشباكه نظيفة طوال مشواره بالبطولة، وعندما غاب خصيف عن «خليجي 23» بسبب الإصابة، تعملق زميله خالد عيسى واحتفظ بشباكه نظيفة في أول 4 مباريات بالبطولة، وبقي أن يتوج ذلك التألق في المباراة الخامسة والأخيرة حتى يواصل «الأبيض» مشواره إلى منصة التتويج. إنه جيل رائع من الحراس يستكمل نجاحات «السوبرمان» محسن مصبح حارس العرين في مونديال «إيطاليا 90»، وعبد القادر حسن أحد أفضل من أنجبتهم حراسة المرمى الإماراتية. ×××× سؤالان حائران يبحثان عن إجابة في دورة الخليج، متى يحقق المنتخب اليمني أول فوز له بالبطولة، والسؤال الأهم متى يتذوق البحرين «شهد البطولة»، حيث ينتظر الشيخ عيسى بن راشد «الرمز البحريني الكبير» وكل البحرين تلك اللحظة منذ 47 عاماً دون جدوى!