فوجئ مراجعو المستشفى الرئيسي بمدينة خليفة الطبية في العاصمة، ممن كانت لديهم مواعيد لإجراء تصوير بالأشعة فوق الصوتية (ultra sound) بمن يطلب منهم إجراء التصوير المطلوب في أي مستشفى آخر، وعلى نفقتهم الخاصة· سألوا عن سبب الاتصال المفاجئ، والترتيب الذي لم يكن لا على البال أو الخاطر، فجاءهم الرد العجيب بأن كل فنيي هذا القسم قدموا استقالة جماعية، وتركوا الجماعة هكذا في ''حيص بيص''، ولم يدعوا خيارا أمامهم سوى هذه الاتصالات التي لم تنزل لا بردا ولا سلاما على المراجعين وذويهم، وخلفت علامات استفهام حول ما يجري في هذا الصرح الطبي الكبير· نعلم جميعا أن أي شخص مهما كانت الوظيفة التي يشغلها -مواطنا كان أم غير مواطن- لا يترك وظيفته إلا باستقالة مكتوبة، يكون قد ضمنها فترة إنذار لا تقل عن 30 يوما بحسب قوانين الخدمة المدنية، يقوم المسؤول في هذه الجهة أو تلك بإجراء الترتيبات الخاصة بتوفير بديل عن المستقيل· ومع اقتناعنا بأن المسؤولين في المدينة الطبية لا يقبلون الرضوخ لمطالب قد تتم على طريقة ''لي الذراع''، فإن مسألة إفراغ قسم بأكمله، وعلى درجة من الأهمية بهذه الصورة ايضا تثير العديد من التساؤلات حول الطريقة التي تتم بها معالجة قضية كهذه· وما جرى يصب في الملاحظات التي تزايدت في الفترة الأخيرة حول الأداء المتأرجح في هذا المرفق بعد الضجة الكبيرة التي تسبب فيها ذلك الخبير الأجنبي الذي أصدر فتواه الشهيرة بأن ''أي طبيب لا يحمل البورد الأميركي ليس بطبيب''، ولم تمض على فتواه تلك بضعة أسابيع حتى شهدنا موجة نزوح لأطباء واستشاريين مواطنين وغير مواطنين نحو مستشفيات وعيادات القطاع الخاص، ولم تمض أشهر حتى رحل صاحب الفتوى نفسه وعاد الى دياره، لنبقى نحن مع حسرة التساؤلات والمفاجآت ''الثقيلة''·