الغياب كلمة نسبية تماماً.. لا يغيب عنك حقاً إلا ذاك الذي لم يعد يحملك في قلبه.. من لا يهتم لأمرك أو بك.. من لا يفكر فيك.. ذاك فقط هو الغياب، وما سواه حضور.. منتهى الحضور.
طوال الفترة الماضية، كانت الزاوية حاضرة، لكن في مدارات أخرى.. في سطر أعدنا كتابته عشر مرات من أجلك.. في صورة انتقيناها من مئات الصور.. في عنوان طاردناه حتى تباشير الصباح.. في خلية التطوير التي انطلقت أعمالها منذ شهور، تصل الليل بالنهار من أجلك، وتقارن وتختار و«تحتار» وتستعين بالخبراء وتقارن بين المنصات، لتختار أفضل النوافذ من أجلك أنت.. كل ذلك منتهى الحضور.. لنهديك «النور» نور الكلمة والمصداقية والمعرفة.. نفس النور الذي اعتدته، لكنه توهج أكثر، واستعاد بريقه بعد مرور عقود، كان خلالها اختيارك الأثير ورفيقك في الدرب.
تطلق «أبوظبي للإعلام» كلها، والاتحاد، اليوم، رؤيتها الجديدة، ومن «حاضرين» كشعار للشركة، إلى «نتصدر المشهد» في الاتحاد الجريدة، لا يبدو أن هناك تناقضاً.. هو منتهى التكامل، فنحن حاضرون لنضعك في الصدارة.. حاضرون لنضع بين يديك ما تريد بأمانة ومسؤولية لتكون أول من يعرف وأول من يعنينا.
خمسون عاماً هي عمر الاتحاد.. عمر جريدة شبت عن الطوق.. تستلهم تجارب الماضي، وتأخذ بأحدث أساليب الحاضر، وتستشرف آفاق الغد، برؤية وثابة لا تحدها حدود ولا تقف في وجه طموحها عوائق.. «الاتحاد» كبيرة بتاريخها وبقارئها الذي اختارها ووثق فيها، كبيرة بزايد.. من أطلقها نهراً ووحدة ومرآة.
منذ العشرين من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين، حيث كان العدد الأول، وحتى الآن، لم تتحول «الاتحاد» عن رؤيتها ولا أحلامها.. تتغير الوجوه والخطط لكن المبادئ كما هي.. كانت ولا تزال حارساً للوطن، تصون مبادئه وتدافع عن مكتسباته.. عاصرت الاتحاد قيام الدولة، وعاصرت الدولة صدور «الاتحاد»، ومن ذاك اليوم.. كانت وما زالت صوتاً وقلباً ومرآة للبلاد.
اليوم، بداية مرحلة جديدة، تأخذ بآليات العصر في أكثر من اتجاه وتطبيق، لكن مهما تغيرت الآليات، ومهما تبدلت التقنيات، ستبقى الكلمة لا تتلون.. سيبقى الصدق نهجنا والحرية المسؤولة طريقنا.. سنظل مرآتك على الحياة، وستظل أنت بالنسبة لنا كل الحياة.

كلمة أخيرة:
الحضور أروع من أن ننكره.. البعض يحضر رغم الغياب والبعض يغيب رغم الحضور.