لا تستهينوا بما فعل الأهلي.. لا تجعلوا الفرحة المفرطة أو الثقة المفرطة تنسيكم أن الأهلي فعل في دوري أبطال آسيا الكثير وأن تلك المحطة التي وصل إليها جاءت بالعرق والكفاح .. اهتفوا للفرسان الذين شرفوا كرة الإمارات في موسم استثنائي لهم، وبقيت لهم خطوة واحدة، هي إياب الدور النهائي في جوانزو يوم 21 نوفمبر الحالي، وبعدها نعلم النبأ اليقين، ولكن ظني وقناعتي أن كل أنباء الأهلي سعيدة.. أياً كانت النتيجة، فما فعل الأحمر حتى الآن مبهر ومفرح ومشرف. أمس الأول، تعادل الأهلي مع جوانزو هنا في دبي سلبياً، وهي نتيجة تبدو للبعض - أو هي كذلك في معادلات وحسابات الكرة- ليست في صالح فرسان الإمارات، وأمالت بالكفة ناحية «سور الصين العظيم»، غير أنني أرى أن أمام الأهلي فرصة تاريخية هو سيستميت من أجلها، ليعود من هناك بأغلى وأروع لقب، وأعتقد أن الأّهلي الذي لم يخسر في 11 مباراة بالبطولة الآسيوية حتى الآن، لا زال في إمكانياته متسع ليكمل الطريق كما بدأه، وكما مضى فيه. أيضاً، أمام الأهلي فرصة إحراز هدف هناك، وأعتقد أن ذلك ما يخطط له كوزمين من الآن، لأن إحراز الأهلي لهدف في الصين يعني الكثير، ويبعثر أوراق جوانزو العنيد والقوي، والذي قدم في دبي مباراة قوية، هي بالمناسبة تمثل عنواناً لقدرات وإمكانيات الفريق الصيني، الذي لن يزيد عليه الكثير في الصين.. ولن يظهر هناك بصورة مختلفة عن التي ظهر عليها هنا. مباراة أمس الأول في دبي، انتهت بنتيجة تعد من أفضل احتمالاتها، فللنهائي في حد ذاته رهبة أطلت على الأهلي ولاعبيه الذين ألتمس لهم ألف عذر، والفريق الصيني كان بالفعل كالسور الشامخ، والأهلي لم يكن في أفضل أيامه، وهذا أيضاً في صالحه، إذ نتوقع له يوماً مختلفاً في جوانزو، وأن يؤدي بكامل قوته، إن لم يضاعف تلك القوة، ويختزل كل المشوار في مباراة العمر والحلم والمجد. أنا لا أكتب عن مباراة أخرى ولا عن فريق آخر، ولكن مباراة كالتي لعبها الأهلي أمام جوانزو القوي والعنيد، تحتاج إلى رؤية مختلفة.. رؤية تتخلص من أنانية الاستحواذ الضيقة، والنظر إلى أرض المنافس وأرضنا.. مباراة كتلك، لا يمكن أن تنظر إليها بمعزل من حالة الطرد التي نالها عبدالعزيز هيكل في آخر اللقاء، وكانت ثمرة لحالة من الشحن والضغط، أحسب أن كل الأهلي كان فيها، لكنه تمسك حتى النهاية، وإن لم يتماسك هيكل. في العودة، أتوقع أن يكون كل شيء مختلفاً.. لكن الاختلاف الكثير سيكون في الأهلي، لأن الفرسان أمس الأول كانوا أقل من مرات مضت.. ربما هو القدر الذي يرتب «فرحة العمر». ? كلمة أخيرة: لا شيء مستحيلاً طالما أن هناك فرصة باقية.. لا شيء يعجز البشر طالما أن المنافس بشر.