يعود معرض «توظيف» في دورته الجديدة، حاملاً معه الكثير من الآمال والأحلام التي يعقدها الباحثون عن فرص عمل من مواطني الدولة، ويحمل في الوقت نفسه الكثير من التساؤلات عن الدور الذي لعبه هذا المعرض، وغيره من معارض التوظيف، في إيجاد فرص العمل المناسبة. يطل علينا المعرض هذا العام، حاملاً أنباءً «سارة» كما تعودنا أن نسمع كل عام، فالمشاركون يتبارون ويتنافسون في الإعلان عن عدد فرص العمل والوظائف التي تحتاجها المؤسسات والجهات المشاركة، وبحسب الجهات المنظمة يصل عدد الفرص الوظيفية المتاحة إلى 6 آلاف فرصة عمل، فهل يكفي ذلك أم لا؟. ما كنا ننتظره قبل انطلاق هذا الحدث المهم، هو إيضاحات من الجهات التي شاركت في معرض العام الماضي، توضح لنا بدقة ما أنجزته من عمليات تعيين وتوظيف خلال الدورة السابقة من المعرض، وهل نفذت ما كانت تعد به على أرض الواقع أم لم تنفذ، وكم شخصا تم تعيينهم من الذين تقدموا بطلباتهم خلال معارض التوظيف، وكم شخصاً تم توظيفهم خارج إطار معارض التوظيف، فإذا كنا نريد أن نتلمس طريقنا نحو المستقبل ونقيس مدى فعالية معارض التوظيف، فمن المهم أن تكون بين أيدينا معلومات وبيانات دقيقة حول ما حدث في الأشهر الماضية. ما نأمله هو أن تكون هناك جدية من جانب الجهات المشاركة، في التعاطي مع قضية التوطين وتوفير فرص العمل، وأن تكون عمليات التوظيف قائمة على أسس موضوعية، ليحقق المعرض الهدف السامي الذي تم إطلاقه لتحقيقه، ولكي لا يكون ما نراه مجرد استعراض وحديث بلغة الأرقام من دون أن تكون لدينا نتائج فعلية توازي حجم هذا الاستعراض. الباحثون عن عمل يعقدون آمالاً كبيرة على معارض التوظيف، ومن المهم أن تكون الجهات المنظمة والمشاركة في هذا الحدث على قدر هذه الآمال، وننتظر أن نرى في قمة التوطين التي تعقد على هامش المعرض هذا العام، طرحاً نوعياً للقضايا والصعوبات التي تواجه التوظيف والمواطنين، لتكون عاملاً مساعداً في تحقيق الغاية من وراء تنظيم معارض التوظيف ننتظر ما سنراه وسنسمعه خلال أيام المعرض الثلاثة، وما ننتظره هو أن تكون الوقائع والإجراءات على الأرض، في طريقها الصحيح، لتكون معارض التوظيف لـ «التوظيف» وألا ينظر إليها البعض على أنها مجرد حلبة لاستعراض العضلات و«حلو الكلام». hussain.alhamadi@admedia.ae