اليوم يعود الجميع إلى أعمالهم بعد انتهاء إجازة العيد، قد يعود بعض الطلبة أيضاً، وربما لا يعود الكثيرون منهم، فنحن لليوم لا نستطيع ضبط هذا الأمر، ولا يمكن أبداً التنبؤ به. غياب الطلبة عن المدارس بعد أو قبل العيد أمر يحصل كل عام، كيف لا والأهالي يعطون أبناءهم إجازة مجانية «من الجيب أو المخبى». يتم الأمر بالشكل التالي: إجازة العيد ثلاثة أيام من الأحد، يستعد لها رب الأسرة بإجازة يومين إضافيين من عمله ليصل الإجازة بنهاية الأسبوع التالية، ثم يغيب الصغار عن المدرسة ليقضي الجميع إجازة طويلة. لا ينظر للدوام المدرسي على أنه مهم سواء من الطلبة، أو من الأسرة نفسها، فحينما يتعلق الأمر بإجازة أطول قليلاً، نجد الكل يفضل الغياب عن الذهاب للمدرسة. الخلل في هذا الأمر عميق وقديم، فالدوام المدرسي عند الصغار ليس بالأمر الجاد، وبعض الأهالي لا يجدون غضاضة في ترك أطفالهم على ما يحبون حتى لو كان هذا الأمر يخالف مصلحتهم التي لم يعقلوا بعد ليعرفوها. يغيب الأطفال أيام الضباب لخوف الأمهات عليهم من حصول الحوادث، أو لعدم حضور حافلات المدرسة للبيوت، ويغيبون أيضاً أيام المطر فقد تكون المدرسة» تشطيب قديم» وتتسرب من أسقفها مياه الأمطار، أو حتى لأن المطر غزير ولا تفضل الأم إرسال ابنها للمدرسة في مثل هذا الجو. يغيبون أيضا أيام الأعياد، قبل العيد بيومين كان مراهقو فريجنا يتجولون صباحاً في الكافتيريا والمحلات القريبة من البيت دون داعٍ! ويغيبون بعد العيد لأن إجازة العيد في نظرهم لم تكن كافية ولأنهم يريدون هذين اليومين إجازة. من الأمور الداعية لغياب الصغار أيضا عن المدرسة حصول حفل زفاف في المنزل، فهم يغيبون قبل الحفل وبعده ابتهاجاً بالمناسبة! ويمكن جداً أن يحل سفر طارئ للأسرة في منتصف الأسبوع الدراسي، فيغيب الأطفال أيضاً ويتركون المدرسة لعدة أيام. أسباب غياب الصغار كثيرة وعديدة لكنها دائماً موجودة، وللأسر في ذلك مذاهبها الخاصة، والمهم دوماً أن يكون هذا الغياب بعلم الأسرة لأن هناك العديد من الطلبة الذين يغيبون عن المدرسة دون أن يعلم أهاليهم أين هم بالضبط. مسألة الغياب على «المزاج» متعلقة بالطلبة الذكور أكثر من الإناث، فالبنات أكثر اهتماماً بحضور الدروس، وأغلبية الطالبات لا يتغيبن عن الدوام المدرسي إلا بسبب المرض الحقيقي، ويحرصن على الحضور إلى المدرسة إلا إذا قررت الأسرة تغييب جميع الأطفال لسبب من الأسباب المذكورة أعلاه. التغيب عن المدرسة بشكل جماعي يتسبب في الكثير من الخسائر المادية واستنزاف الطاقات، كما أنه يؤدي إلى هدر كبير في الوقت الذي كان يمكن استغلاله لإنهاء درس أو مراجعة مادة أو التحضير لامتحان، وهو الأمر الذي نتمنى من الأسر مراجعته قبل إعطاء الطلبة يوم إجازة من «الجيب»