عندما يتضمن يومي القيام بشيء من التسوق خلال تواجدي في أي مدينة أوروبية خصوصا لندن وامستردام، أحرص على الخروج بكيس المشتريات قبل أن أغادر مكان إقامتي، وذلك لعلمي بعدم ''كرم'' أصحاب محال البقالة و''السوبرماركيتات'' بالأكياس البلاستيكية -كما هو الحال عندنا- وحتى الأنواع الأخرى من الأكياس يجب أن تدفع ثمنها· أورد هذا بمناسبة حملة تقوم بها فروع سلسلة أوروبية عملاقة لمحال التجزئة الاستهلاكية عندنا لإقناع الجمهور بالتخلي عن الأكياس البلاستيكية وشراء أخرى غير بلاستيكية متعددة الاستعمال مقابل درهمين للكيس الواحد القابل للاستبدال المجاني مدى الحياة· وحتى لا اتهم بالترويج لهذه الشركة لن أذكر اسمها، وهذا لا يمنع من التنوية بخطوتها التي دعمتها بحقائق ومعلومات خلصت إليها دراسة قامت بها لصالحها شركة عالمية متخصصة في العام ·2004 فقد أشارت تلك الدراسة إلى أن التخلص من المخلفات البلاستيكية بالحرق تحديدا تنتج عنه أبخرة سامة تلوث الهواء وتدمر التوازن البيئي وتؤذي الحياة البرية وكذلك الغطاء النباتي· فالبلاستيك مادة غير قابلة للتحلل سواء بصورة طبيعية أو بفعل البكتيريا· وقالت الدراسة إن استخدام الأكياس البديلة سوف يساهم في خفض احراق البلاستيك بنسبة 82 بالمئة، وانبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة لا تقل عن 80 بالمئة· ونحن نحتفل باليوم الوطني للبيئة كنت أتمنى من الجهات المختصة والمعنية بحماية البيئة من وزارة البيئة الى هيئات البيئة التحرك لإضافة انجاز جديد يضاف الى سجل انجازات الامارات الناصع في المجال البيئي من خلال تبني تشريع يحظر استخدام هذه الأكياس البلاستيكية أو يقلل إلى أبعد الحدود استخداماتها بهذه الصورة العبثية التي نجدها اليوم، ولا سيما في البقالات والجمعيات الاستهلاكية الأخرى وغيرها· فهذا السجل المضيء الذي حققته بلادنا في المجال البيئي بحاجة لتعزيزه بالتصدي الحازم للبلاستيك وخلافه، وكل يوم وطني للبيئة والجميع بخير·