خلال الأيام القليلة الماضية تقافزت علامات استفهام كبيرة وتصاعد جدل أكبر طال العديد من عواصم العالم بعد قيام شرطة دبي بالكشف عن ملابسات مقتل محمود المبحوح القيادي في حركة “حماس” بغرفته في الفندق الذي كان ينزل فيه بدبي الشهر الماضي، ولا زالت تداعياته مستمرة. وتابع الرأي العام المحلي والعالمي السرعة التي كشفت بها شرطة دبي ملابسات الجريمة المرفوضة على كل الصعد كائنا من كان الضحية او الجاني. وتابعنا الامكانيات المادية والبشرية المتوافرة لدى شرطة دبي التي لم تحسب حسابها وتقدرها حق قدرها الجهة التي تقف خلف تصفية القيادي الفلسطيني، فقد اعتقدت انها تتعامل مع جهاز عادي، وسرعان ما يقيد الجريمة ضد مجهول، من دون أن يدركوا ان هذا المصطلح لم يعد له وجود في قاموس اجهزتنا الامنية والشرطية التي تحظى بدعم كامل وغير محدود من لدن قيادتنا الحكيمة حتى تظل إماراتنا واحة امن وأمان واستقرار في مجتمع تعيش فيه عمالة من أكثر من مئتي جنسية من مختلف الأعراق والأديان والثقافات في أجواء من التسامح والوئام. اعتقد من قام بارتكاب الجريمة انهم من الاحتراف بحيث نظفوا مسرح الجريمة من دون ان يتركوا اي اثر، ولكن شرطة دبي فاجأتهم بكل خطواتهم، وحددتهم، وسيلاحقون حتى يقدموا للعدالة، ووضعت المجتمع الدولي بأسره في امتحان حقيقي للتعاون من اجل عدم تسهيل عمل وتنقل القتلة المأجورين والارهابيين. وهذه الجريمة لن تهز مقدار شعرة من ثقتنا بقدرات شرطة دبي التي لا زلت اتذكر مقولة لقائدها العام الفريق ضاحي خلفان قبل اكثر من عشرين عاما، عندما ارتفعت بعض الاصوات تطالب بالحد من تسهيلات دخول الزوار الى دبي بزعم الخوف من تزايد الحوادث والجرائم، فقال “لو أننا غير قادرين على ضبط الامن رغم كل هذه الامكانيات الموضوعة بين ايدينا فالافضل ان نقدم استقالاتنا”. خاصة ان الاصوات المشككة بعد جريمة المبحوح تحاول ان تنفذ من باب ما تعتبره تصريحات متضاربة هنا او هناك، لتصوير ساحتنا كمسرح للتصفيات. ومع كل جريمة تتم بطريقة تبدو احترافية سواء كالسرقة الشهيرة التي وقعت في “مركز وافي” او قتل المغنية سوزان تميم او القائد الشيشاني سليم ياماديف، وحتى الجريمة الاخيرة تتجه الانظار لقصور “الامن الخاص” وضعف اليقظة الامنية لدى العاملين فيه، خاصة وان اشرطة المراقبة في مسرح الجريمة الاخيرة حملت مشاهد تثير ريبة اي شخص، فكيف من لديه خلفية امنية كالعاملين في غرف كاميرات المراقبة؟، حتى لا تكون مهمتها توثيق حدث لا منع وقوعه. فقد حملت تلك الاشرطة التي عرضتها شرطة دبي صورا لاشخاص يتلصصون على مكتب الاستقبال و يتجولون في الممرات بين غرف النزلاء ويغيرون من هيئاتهم واشكالهم، ومع هذا لم تستوقف ُمتابع المشاهد!!. ان مقدار الثقة بقدرة اجهزة الدولة رغم الجريمة الاخيرة تتجسد في بقاء حركة السفر دون تغيير تأكيدا على متانة صرح تسهر عليه عيون مخلصة وضعت الارواح على الأكف بعد أن أطبقت على امن واستقرار الإمارات في حدقات العيون لتظل اماراتنا واحة وارفة الظلال من الامن والامان.