حين وصلني العدد الأول من نشرة “تواصل” التي تصدر عن مركز رعاية الأحداث في المفرق، اعتقدت للوهلة الأولى أنها كمعظم النشرات “التلميعية”، التي تتعمد أكثر الجهات إصدارها بين فترة وأخرى. وبعد أن تركتها ليومين تصفحتها: لأفاجأ بأنها صوت الأحداث إلى المجتمع، وليست صوت المركز الذي يرعاهم، هي نتيجة جهد صغار أحاطت بهم ظروف معينة، وحادوا قليلاً عن نظام المجتمع. قرأت أخبار الصبية الذين يحتضنهم مركز الرعاية، لقد احتفلوا بيوم المعلم، وشاركوا في مهرجان “بيئتي مسؤوليتي” وأقاموا معرضاً لرسوماتهم، وحضروا ورشة عمل حول “روح العمل التطوعي” ونظمت الفتيات منهم مهرجان “بين السطور”، وهم يستعدون حالياً لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية بتبادل أكثر من 2000 كتيب بين أولياء الأمور وبينهم. أخبار تعكس أن إدارة مركز رعاية الأحداث خرجت قليلاً من وراء سور التكتم الشديد، وبدأنا كمجتمع نلامس دورها الفاعل ونعرف ما تقدمه للصغار الجانحين من خدمات تربوية وتعليمية، أكثر من مجرد مباراة كرة القدم ولعب “البلاي ستيشن”. صار مركز أحداث المفرق اليوم أشبه بالمنتجع التعليمي السياحي للجانحين الصغار، يحتضنهم ليعيد تأهيلهم ليكونوا أفراداً صالحين في المجتمع، وصار هناك اهتمام خاص بمن يقضون فترات عقابية طويلة، ويبذلون جهداً تواصلياً كبيراً للحد من دخول الأحداث إلى المركز لبضعة أيام فقط، لأن مثل هذا الدخول لا يكون لمصلحة الحدث أبداً. يبدوا أن العمل في مركز رعاية الأحداث بالمفرق يقوم على روح الفريق، فالنظام المتكامل المتناسق هو سر نجاح أي إدارة، ووجود رؤية فعلية، وهدف نبيل حقيقي هو ما يصنع قيمة هذا النجاح. لقد استحدث مركز أحداث المفرق وحدتين جديدتين فيه، تقوم الأولى على التواصل الفعال مع أولياء أمور الجانحين واسمها “وحدة التنسيق الأسري”، ومن الجميل أنها تتواصل مع أولياء الأمور باستخدام أسرع وأقرب تقنية إلى اليد “البلاك بيري”، وعبرها يتم دعوة أولياء الأمور – الذين لم يروا أبناءهم إلا في أوقات الزيارة- لحضور فعاليات ومهرجانات المركز التي يقيمها الصغار، وهو ما يعطي للطفل ثقة بالنفس، ويطلع أولياء الأمور على المسار الذي تمضي فيه رعاية صغارهم. الوحدة الأخرى التي استحدثها المركز هي “وحدة التطوير والتنسيق المجتمعي”، وتقوم هذه الوحدة بالتواصل مع مختلف الجهات الخدمية في المجتمع، وإعداد الفعاليات الثقافية والاجتماعية، بالتعاون مع مختلف الجهات الخدمية. الحراك الجديد في مركز رعاية أحداث المفرق يبشر بتطور شامل في مجال خدمة الأحداث بمجتمعنا، ورغم أننا لا نتمنى أبدأ أن يحتاج أي طفل أو مراهق لدخول هذا المركز، لكن من المفرح أن نعلم بالدور الحقيقي الذي يقوم به مركز الأحداث، وأن ندرك بأن هناك تغييراً فعلياً يحصل في مركز أحداث المفرق، خاصة وأنه يستعد الآن لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويستعد للأداء التفاعلي الناجح أكثر في المجتمع.