أظهر استطلاع للرأي في عدد من الدول حول العالم، أن أغلبية الناس يرجحون بشكل كبير أن «الروبوتات» ستقوم بمعظم الأعمال التي يضطلع بها البشر في غضون 50 عاماً. وبرغم ذلك، لا ينظر معظم هؤلاء بتفاؤل إلى تأثيرات هذه القفزة التكنولوجية العملاقة، وإنما يقولون، إنهم يعتقدون أن البشر سيكافحون للعثور على عمل جيد وسيزداد التفاوت في الدخل، حسبما أظهر الاستطلاع.
وأجرى مركز «بيو» للأبحاث الاستطلاع بداية العام الجاري، في كل من اليونان واليابان وكند والأرجنتين وبولندا والبرازيل وجنوب أفريقيا وإيطاليا والمجر. وقارن «بيو» ردود المشاركين في تلك الدول بالاستطلاع الذي أجراه عام 2015 في الولايات المتحدة بشأن «الأتمتة».
وبصورة عامة، توصل استطلاع الرأي إلى أن الأغلبية في معظم الدول اتفقت على أن الروبوتات سرعان ما ستقوم بعمل البشر، مع وجود اختلافات محدودة في آراء المشاركين بشأن مدى تأثير ذلك على المجتمع، على رغم من أن بعض الدول متقدمة اقتصادياً والأخرى لا تزال نامية.
وفي الدول التي تم استطلاع الآراء فيها كافة، أكد أكثر من ثلثي المشاركين اعتقادهم بأن الأتمتة تعني أن الروبوتات ستستحوذ على الأعمال التي يقوم بها البشر في غضون نصف قرن. وفي اليونان، قال 52 في المئة أن ذلك سيحدث حتماً، بينما ذكر 39 في المئة أن ذلك مرجح الحدوث.
وعندما سئل المشاركون في الاستطلاع عن كيفية تأثير الأتمتة على دولهم، أجاب غالبية كبيرة، في كل حالة، بأنها ستجعل من الصعب على الأشخاص العاديين العثور على وظيفة، في حين أن الغالبية في معظم الدول، قالوا إن الوظائف التي سيفقدها البشر لصالح الأتمتة لن يتم استبدالها بـ«وظائف جديدة برواتب أفضل».
وكانت هناك ثلاث دول فقط، رأت فيها الأغلبية أن الأتمتة ستجعل اقتصادات الدول أكثر فاعلية، والدول الثلاث هي اليابان، بنسبة 74 في المئة، وبولندا بنسبة 52 في المئة، والمجر بنسبة 52 في المئة. غير أنه في جميع الدول التي أجري فيها الاستطلاع، اعتقدت أغلبية كبيرة أن الأتمتة ستجعل من تفاوت الدخل الموجود بالفعل بين الأثرياء والفقراء أشد سوءاً.
وبرغم تلك المخاوف، يبدو الشعور العام أنه لا مناص من الأتمتة. فهي تحدث بالفعل في كثير من الدول، بينما توصف شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة «جيه دي دوت كوم» أربعة أشخاص فقط بالفعل في منشأة يتم فيها تعبئة 200 ألف صندوق يومياً، بينما تقوم «روبوتات» ببقية العمل. وأشار تقرير «بيو» إلى أن تشغيل الروبوتات الصناعية يمكن أن يكلف زهاء 4 دولارات فقط في الساعة، مقارنة بمتوسط 36 دولاراً في الساعة لكل عامل من البشر في الولايات المتحدة.
لكن كيف يمكن للعمال أن يتأهبوا للمستقبل؟
باستثناء استطلاع الرأي الذي أجري في أميركا عام 2015، ترى الأغلبية في الدول الأخرى أن على الحكومة أن تتحمل مسؤولية مساعدة العمال على اكتساب المهارات الملائمة للتكيف. ويرى كثيرون آخرون أيضاً من المستطلعة آرائهم أن على المدارس وأصحاب العمل والأفراد أنفسهم تحمل مسؤولية التأهب للتغييرات. غير أن المستطلعة آرائهم في اليابان أعربوا بوضوح عن وجهة نظرهم في أن الحكومة ملزمة بتحمل كثير من المسؤولية.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»