البيت الأبيض أسوأ مما كنت تتخيل. هذه هي الرسالة الأساسية من كتاب «بوب وودوارد» الجديد «الخوف..ترامب في البيت الأبيض». وكما يوضح زميلي «آرون بليك»، فإن التفاصيل «لعينة بطريقة لم نرها من قبل – سواء من حيث حكمها أو درجتها». في جزء منه، يمكن أن يُعزى التأثير الكبير للكتاب إلى سمعة «وودوارد»، والمصادر (المئات من الأشخاص) وحيازة العشرات من المقابلات المسجلة. ومن الجدير بالذكر أن العديد من المحيطين بالرئيس دونالد ترامب قد تحدثوا إلى «وودوارد»، حتى هؤلاء الذين ما زالوا في البيت الأبيض. وعلاوة على ذلك، فإن الروايات الواردة في الكتاب موثوق بها تماماً، لأن الوقائع التي يصفها تفسر بعض الأحداث: على سبيل المثال، استقالة محامي ترامب «جون داود»، بعد فشل الرئيس في الصمود خلال مقابلة وهمية مع المستشار الخاص.
وأكثر مما كان عليه الحال في كتاب مايكل وولف «نار وغضب» (الذي يبدو أنه سرد تفاصيل خاطئة لمختلف الروايات)، يثير كتاب «وودوارد» قضايا مشروعة لا يمكن تجنبها حول ملاءمة الرئيس للخدمة. (ويتعين على الكونجرس المسؤول أن يبدأ في الاتصال بأشخاص مثل مستشار الأمن القومي السابق «اتش أر ماكماستر» والمستشار الاقتصادي السابق «جاري كوهن» لتحديد قدرة الرئيس على تولي هذا العمل.)
ليست هذه قصة ما يفكر به منتقدو ترامب أو المراقبون المحايدون بشأنه. إنها رواية هؤلاء الذين يعرفونه بشكل أفضل. إنهم هم الذين يعتقدون أنه لا يمكن الوثوق به للقيام بهذا العمل. وكما ذكرت صحيفة واشنطن بوست: «إن تجميع [الحكايات] في كتاب واحد هو أمر لم نره من قبل. إنه يشير إلى أن البيت الأبيض مليء بكبار المساعدين الذين ليس لديهم أي ثقة في الرجل الذي يخدمونه ويشعرون وكأنهم يحاولون باستمرار تجنب كارثة». وهم يتعمدون عرقلته لأنه يخبرهم بأن يفعلوا أشياء خطيرة.
سمعة وأمانة المساعدين السابقين والحاليين الذين يشهدون بعدم ملاءمة الرئيس أصبحت الآن موضع شك. فوزير الخارجية مايك بومبيو يواصل التأكيد على أمور إما يعرفها الرئيس أو قالها (عندما لم يكن بومبيو حاضراِ). هذا يبدو كخداع متعمد للتكتم على مسؤول تنفيذي لا يمكن السيطرة عليه. إن عدم ملاءمة ترامب تجعل الضعفاء من «الجمهوريين» في الكونجرس أكثر إثارة للسخط.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»