الحديث حول العراق الجديد، أصبح مناسبة للاتهامات والاتهامات المضادة، إلا أن من مصلحة العراق كبلد وكشعب، أن يستقر ويتصالح مع نفسه ويتعايش مع جيرانه والعالم، ليشهد نمواً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومدنياً وعمرانياً، قبل أن يكون ذلك مصلحة أميركية، فكيف نتهم العراقيين بالتأمرك والعمالة وما إلى ذلك من النعوت غير الواقعية والتي لا أساس لها من الصحة، عندما يرفعون شعارات حضارية كالحرية والمساواة والمشاركة والكرامة والتنمية وحقوق الإنسان والتعددية والنظام الدستوري والانتخابات· وهل يمكن أن نتصور العدل والإحسان اللذين أمر بهما الله تعالى من دون هذه القيم الحضارية؟ فنتصور العدل في ظل النظام الديكتاتوري، أو الإحسان عند المقابر الجماعية؟ أو الإنصاف في ظل النظام الشمولي الذي يقتل على الشبهة ويعدم على الظنة؟
نزار حيدر ــ كندا