انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي تحظى بدرجة أقل من الانتباه، مقارنة مع انتخابات مجلس النواب. فمن المرجح أن تنتقل السيطرة في مجلس النواب من «الجمهوريين» إلى «الديمقراطيين» بناء على أحدث استطلاعات الرأي. لكن احتمالات أن يستطيع «الديمقراطيون» نزع السيطرة في مجلس الشيوخ ربما تبلغ 25% فقط. فـ«الديمقراطيون» يحتلون 26 من 35 مقعداً يجري السباق عليها. ومن بين المقاعد التي يحتلها «الديمقراطيون» هناك خمسة مقاعد في ولايات ذات توجه «جمهوري» شديد. ويتقدم «الجمهوريون» حالياً بواقع 51 مقعداً في مقابل 49 مقعداً. لكن ليس من الشطط أن نعتقد أن «الديمقراطيين» ربما يتمكنون من الاحتفاظ بكل مقاعدهم فيما عدا مقعد أو اثنين، وأن ينتزعوا مقعدين أو ثلاثة من «الجمهوريين». ويحتاج «الديمقراطيون» أن يحققوا مكسباً صافياً بواقع مقعدين كي تكون لهم السيطرة على مجلس الشيوخ. وهناك ستة سباقات رئيسية على مقاعد مجلس الشيوخ وهي:
- فلوريدا: السباق في هذه الولاية مهم ومكلف للغاية. ويخوض السباق بيل نيلسون الديمقراطي الذي يشغل المقعد منذ ثلاث فترات ضد الحاكم «الجمهوري» ريك سكوت. ونيلسون ليس مرشحاً مثيراً للحماس. لكن «الديمقراطيين» يشيرون إلى أن «سكوت» فاز في السباق على منصب الحاكم بهامش ضئيل للغاية في عامي 2010 و2014، وهي سنوات كانت حسنة الطالع لـ«الجمهوريين»، لكن هذا العام ليس كذلك بالنسبة لهم. وبينما يشير «الجمهوريون» إلى استطلاعات رأي مؤيدة لهم قليلاً، لكن «الديمقراطيين» يواجهون «سكوت» الذي أنفق 20 مليون دولار في الصيف الجاري في مهاجهة نيلسون لكنه لم يتقدم رغم هذا. ويعتقد «الديمقراطيون» أن جمهور الناخبين الذين يدعمهم التزايد السريع في أعداد المنحدرين من أميركا اللاتينية سيكونون أكثر ميلا إلى «الديمقراطيين» بنسبة 5% عن المرة الأخيرة التي خاض فيها «سكوت» السباق.
- نورث داكوتا: وهذه تمثل هدفاً مهماً لـ «الجمهوريين»، حيث تواجه «الديمقراطية» هيدي هيتكامب التي تشغل مقعد الولاية في مجلس الشيوخ تحديات صعبة من النائب «كيفين كرامر»، الذي يمثل الولاية برمتها. و«هيتكامب» سياسية مستقلة التفكير تغلبت على تحديات كبيرة. و«كرامر» ليس مرشحاً مثالياً لكنه أفضل من أي مرشح نافسته «هيتكامب» من قبل.
- أريزونا: هذه الولاية، إلى جانب نيفادا، تمثل هدفاً مهماً للديمقراطيين في عملية استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ. ويخوض السباق في الولاية النائبة كريستين سينما، «الديمقراطية» المعتدلة ذات التوجه الليبرالي. ويجري في وقت لاحق هذا الشهر سباق تمهيدي مرير في الحزب «الجمهوري» بين مرشح المحافظين من التيار الرئيسي، النائبة مارثا مكسالي وبين اثنين من الجناح اليميني. وإذا فاز أي من المرشحين من الجناح اليميني فإنها ستكون ضربة قاضية لسينما، لكنها ما زالت متقدمه قليلاً على مكسالي.
- ميسوري: كان «الجمهوريون» واثقين قبل شهور من أنهم سيطيحون بالسيناتورة «الديمقراطية» كلير مكاسكيل التي تشغل المقعد في ولاية تتحرك باستمرار نحو الجمهوريين. واستقطب الجمهوريون المدعي العام جوش هاولي البالغ من العمر 38 عاماً، وهو مرشح صاحب رصيد براق ويحظى بدعم الحزب والمحافظين من أنصار ترامب. لكن هاولي تورط في بعض الفضائح الصغيرة. ومكاسكيل تحتاج لتغيرات كثيرة وقد يساعدها مبادرات الاقتراع على جعل تعاطي الماريجوانا قانونياً للأغراض الطبية ورفع الحد الأدنى للأجور وهي إجراءات قد تجذب عدداً أكبر من الناخبين «الديمقراطيين» على الأرجح.
- إنديانا: في هذه الولاية شعر «الجمهوريون» بالسعادة حين أطاح رجل الأعمال مايك براون بعضوين يشغلان مقاعد في مجلس النواب في الانتخابات التمهيدية. لكن هناك سؤالاً عما إذا كان براون صالحاً تماماً للسباق ضمن الحزب «الجمهوري». ويشير استطلاع رأي «ديمقراطي» إلى أن سكان إنديانا منقسمون بالتساوي حول ترامب. ومايك بينس نائب الرئيس الحالي وحاكم الولاية السابق سيدعم براون لتجنب إحراج في ولايته الأم.
- تينيسي: حتى العام الماضي، هذه الولاية لم تكن من الولايات التي يتطلع إليها «الديمقراطيون»، لكن حين أعلن السيناتور«الجمهوري «بوب كوركر الذي يشغل مقعد الولاية في مجلس الشيوخ استقالته، قفز إلى السباق «فيل بريديسن» الحاكم «الديمقراطي» السابق الذي يتمتع بشعبية كبيرة. و«بريديسن» يخوض السباق ضد النائبة «اليمينية» مارشا بلاكبيرن. ونتيجة السباق ستتوقف على مدى قدرة «الجمهوريين» على أن يصوروا «بريديسن» بأنه من اليسار أو أن يتذكر الناخبون سجله الجيد كحاكم قبل ثمانية أعوام.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»