محاكمة «بول مانافورت»، الرئيس السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب، يوم الاثنين الماضي، تؤكد لنا بعض الحقائق. فقد تحدث «ريك جيتس» نائب رئيس الحملة السابق، بوصفه شاهداً، بالتفصيل عن مخالفاته التي تضمنت اختلاس أموال من مانافورت قبل أن يشهد على قائمة طويلة من الجرائم التي يُشتبه في أن راعيه السابق ارتكبها. وجاء في تقرير صحيفة «واشنطن بوست» في ساعته الأولى من الوقوف في مكان الشاهد، سرد «جيتس» قائمة من سنوات النشاط غير المشروع قائلاً: «إن معظم مخالفاته ارتكبها لصالح رئيسه السابق «بول مانافورت» بينما ارتكب جرائم أخرى».

وأوضح جيتس أيضاً أنه يشهد ضد«مانافورت» أملاً في تلقي عقوبة سجن أقل. وتحدث «جيتس» بالتفصيل بشكل خاص عن حسابات «مانافورت» الخمسة عشر التي لم يبلغ عنها الحكومة الاتحادية، وأنهم كانوا يعرفون أن هذا غير قانوني. وتحدث عن مغالطته العمدية في الإبلاغ عن الأموال الأجنبية التي يجري تحويلها إلى الولايات المتحدة بأنها قروض. ومن المفترض أن المقصود بهذا كان التهرب من الضرائب. والشهادات التي سبقت جيتس- مثل شهادة الباعة الذين اشترى منهم «مانافورت» ملابس بمئات الآلاف من الدولارات، وشهادة المحاسب الذي غالط في التصريح عن حجم الدخل- مهدت الطريق لجيتس كي يصف طريقة تدبير عمليات «مانافورت» من الداخل.
وحتى لو لم تصدق هيئة المحلفين جيتس بشكل كامل فإن وابل الأدلة الموثقة وشهادة الشهود الآخرين مثيرة للذهول. ومن الناحية السياسية، انطوت المحاكمة على عدة دلالات محرجة لترامب. أولاً: رسمت المحاكمة صورة سيئة لنوع الأشخاص الذين سعوا إلى ترامب، والذين دافع عنهم. ذهب إليه «مايكل كوهن» و«جيتس» و«مانافورت»، صحيح أن لا جريمة في أن يكون للمرء أصدقاء يرتكبون جرائم لكن علنا نتذكر انتقاد ترامب لمداهمة منزل «مانافورت» ومحاكمته. وأخيراً: كلما تكشفت الحقائق، تقلصت صدقية المحامين الذين حاولوا تصوير الحملة الرئاسية لترامب بأنها كانت عادية تماماً، وبالتالي لم تكن الحملة عرضة لارتكاب جرائم.

*كاتبة أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»