تعكس الأنشطة الصيفية للأطفال التي تزخر بها مختلف جهات الدولة في هذا الموسم، الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة للطفولة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وهو اهتمام تجسده السياسات والخطط التي تتبناها الدوائر الحكومية والمبادرات الخاصة للنهوض بالطفل وتطوير عالمه بما يخدم حالته النفسية والعقلية ويضمن مستقبله بشكل سليم وفعال، ولهذا عملت الإمارات خلال العقود الماضية على سن العديد من القوانين للعناية بالطفل ووفرت له البيئة الاجتماعية المناسبة، فشجعت الأسر على تبني ثقافة أخلاقية وتربوية ملائمة للطفل، ووضعت المؤسسات التعليمية العديد من الخطط التربوية كي تلائم احتياجات الطفل في مختلف مراحله، كما تستمر الجهات المعنية في العمل على توفير الأجواء التي تخدم عالم الطفولة وتحفز لدى النشء روح الإبداع وتنمّي وعيهم بمختلف المسائل التي من شأنها أن تهيئهم للنجاح وتضمن لهم المستقبل المشرق. وبناءً على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الاهتمام بواقع ومستقبل الطفولة ونجاحها في قطع أشواط متقدمة في هذا الإطار، استطاعت أن تكون -بحسب العديد من المؤشرات الدولية- من بين أكثر الدول ريادة في مجال حماية ورعاية الطفولة. وترسيخاً لتلك السياسة اعتمد المجلس الوزاري للتنمية، بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اختيار الخامس عشر من مارس من كل عام يوماً للطفل الإماراتي، وهو اليوم نفسه الذي جاء متزامناً مع اعتماد «قانون وديمة» للطفل في 15 مارس 2016 لتأكيد رؤية الدولة وحرصها على تنشئة أجيال المستقبل وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون تنشئتهم التنشئة السليمة التي تؤهلهم ليكونوا أفراداً صالحين وفاعلين في المجتمع وبما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 والوصول إلى مئويتها 2071. وإذا نظرنا اليوم إلى طبيعة الأنشطة المتنوعة التي يعيشها الأطفال في مختلف إمارات الدولة تتبين لنا طبيعة السياسة الحكومية الرامية إلى الجمع بين إسعاد الطفل وتطوير مهاراته الحياتية وتهيئته للمستقبل. فمن خلال متابعة الورش التي يتضمنها البرنامج الصيفي للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة المقامة بمقر الاتحاد النسائي العام مثلاً، يتضح لنا الإقبال الكبير للأطفال ومدى حرصهم على التفاعل مع الأنشطة والفنون التدريبية، نظراً لما تتيحه لهم أجواء مواتية للإبداع والراحة والتعبير عن الأفكار. كما أعلنت دائرة «التعليم والمعرفة» في السياق نفسه مواصلة برامج المدارس المجتمعية، من خلال تنظيم مجموعة أنشطة صيفية في المدارس المجتمعية بإمارة أبوظبي تمتد حتى منتصف أغسطس القادم، وتتضمن نشاطات رياضية، وأسابيع ترفيهية وتثقيفية ومهنية وعلمية وتطوعية، فضلاً عن تخصيص أسبوع للهوية الوطنية، وذلك بهدف تعزيز أوصر الترابط الأسري، وبناء علاقة وثيقة بين الطلبة وأولياء أمورهم والمدارس، فضلاً عن إتاحة الفرصة لأولياء الأمور للتعرف المباشر إلى مواهب ومهارات أطفالهم لصقلها وتنميتها، وذلك تحت إشراف تربوي وقيادي من دائرة التعليم والمعرفة. ونظراً لأن مهارات الأطفال تتعدد وتتنوع تبعاً لتكوينهم النفسي وميولهم الخاصة، فإن الأنشطة الصيفية المتواصلة تتيح للأطفال فرصة ممارسة أعمال تعلمهم مهارات خاصة في حياتهم، حيث تشمل سلسلة فعاليات الصغار والكبار التي أطلقها مركز الجليلة لثقافة الطفل في دبي «مختبراً غذائياً» بهدف رفع مستوى التثقيف الصحي لدى الأطفال من خلال تعليمهم طريقة إعداد وجباتهم المفضلة بطرق صحية، كما يتعلمون خلال النشاط نفسه تجارب تطبيقية تتعلق بفنون إعداد الطعام والاطلاع على خصائص مطابخ العالم. كما تتيح بعض النشاطات للأطفال تعلم مهارات إضافية بزيادة وعيهم بمخاطر المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ومساعدتهم على اكتساب مهارات التعامل مع المشكلات الأسرية والحياتية واكتشاف الذات وتعزيز قيم حب الوطن وتجنب الأذى والأنانية وغير ذلك من المهارات والقيم الإيجابية المتعددة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية