يتهم بعض النقاد الرئيسَ دونالد ترامب بتعمد تكرار معلومات مضللة، لدرجة أن الجمهور يبدأ التشكك في حقائق مؤكدة والإيمان بنقاط الحوار التي تخدم ترامب. وكمثال على ذلك، كرر ترامب مؤخراً القول بأن خصومه السياسيين مسؤولون عن الفصل القسري لأبناء المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية! مع أن إدارته هي من اتخذ هذه الإجراءات، فقد كتب على تويتر: «يمكن للديمقراطيين إصلاح إجراءاتهم الخاصة بالفصل القسري للعائلات على الحدود من خلال العمل مع الجمهوريين لوضع تشريع جديد! ولهذا السبب فإننا بحاجة لانتخاب مزيد من الجمهوريين في شهر نوفمبر. إن الديمقراطيين جيدون في ثلاثة أمور فقط؛ الضرائب المرتفعة، ومعدلات الجريمة العالية، والعرقلة. يا له من أمر محزن!» وقد تحدثت «مارجريت سوليفان»، كاتبة بصحيفة «واشنطن بوست»، إلى عالم اللغويات «جورج لاكوف»، حول خطاب ترامب وحربه ضد وسائل الإعلام، ونقلت عنه قوله: «تجنبوا ترديد أقاويله، تجنبوا نشرها في العناوين الرئيسة.. لأن ذلك يمنحه القوة من خلال التكرار». وبتشجيع من ارتفاع نسبة تأييده في استطلاعات الرأي، يبدو أن ترامب يأخذ النهج نفسه بشأن مسألة كوريا الشمالية. فقد عاد من قمته التاريخية مع «كيم جونج اون» متفاخراً بالانتصار، وأعلن أنه لن يكون هناك «تهديد نووي بعد الآن» من جانب بيونج يانج، كما أصر على أن اتفاقه مع كيم «يتم الاحتفال به في جميع أنحاء آسيا». وقال على تويتر: «لقد هبطت للتو من رحلة طويلة، لكن الجميع يمكن أن يشعروا الآن بأنهم أكثر أماناً من ذي قبل. لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية. لقد كان اللقاء مع كيم جونج اون تجربة إيجابية للغاية ومثيرة للاهتمام. إن كوريا الشمالية لديها إمكانات كبيرة للمستقبل!». ثم غرد مجدداً: «إن اتفاق نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية يتم الاحتفاء به في جميع أنحاء آسيا. إنهم سعداء للغاية! وهنا، في بلادنا، سيفضل بعض الناس رؤية هذا الاتفاق التاريخي يفشل بدل إعطاء ترامب نصراً، حتى وإن كان نصراً ينقذ الملايين والملايين من الأرواح!» وأضاف: «من المضحك أن الأخبار الزائفة، في جهد منسق مع بعضها بعضاً، تريد القول بأنني أعطيت الكثير لكوريا الشمالية، لأنهم جميعاً يحبون تشويه السمعة! لقد حصلنا على الكثير من أجل السلام في العالم، والمزيد ستتم إضافته في المراحل النهائية. حتى حصولنا على رهائننا ورفات أبنائنا». لكن المؤكد أنه ليس هناك ما يشير إلى أن كوريا الشمالية بصدد التخلص من أسلحتها النووية أو تسليمها أو إخضاعها للفحص والمراقبة. لذا كتب «جو سيرينسيون»، رئيس صندوق بلوشيرز، وهو منظمة مقرها واشنطن، وتركز على منع انتشار الأسلحة النووية: «ليس هناك خبير واحد ذي صدقية في مجال الأمن النووي، سيوافق على أن قمة سنغافورة الغريبة، وبيانها الغامض، قد ألغت عشرات الأسلحة النووية، ومئات الصواريخ، أو أغلقت مجمع الأسلحة الذرية الضخم الذي شيدته كوريا الشمالية طوال خمسة عقود». وخلص استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي» إلى أن أغلبية الأميركيين يعتقدون بأنه «من السابق لأوانه» الحكم على مزايا تلك القمة. وسيتوقف الكثير على قدرة مفاوضي إدارة ترامب، والذين يتعين عليهم انتزاع التنازلات الصحيحة من كوريا الشمالية، وإقناع حكومتها بنزع الأسلحة النووية. وقليل من الخبراء مَن يتوقعوا حدوث تقدم كبير، بل يخشى كثير منهم من أن حاجة ترامب المتواصلة لتهنئة الذات، ربما تفيد كوريا الشمالية أكثر من غيرها. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»