من المناسب تماماً القول إن قمة ترامب- بوتين ستنعقد في هلسنكي. فنلندا القوية، التي حاربت الجيش الأحمر وتعادلت معه في 1940، مازالت دولة ديمقراطية ذات اقتصاد حر، ولكنها دخلت في «اتفاقية صداقة» مع الاتحاد السوفييتي، معرِّضة مبادئها للخطر، بل وحتى سيادتها، حتى لا تستفز الدب المجاور. ترامب، ولأسباب لا يمكننا الآن سوى تخمينها، يبدو عاقداً العزم على «فَنلندة» (نسبة إلى فنلندا) أوروبا، بل وحتى الولايات المتحدة. إنه تطور بعيد الاحتمال لأنه إذا كانت فنلندا أضعف بكثير من روسيا، فإن الولايات المتحدة أقوى بكثير. ومع ذلك يبدو ترامب عاقداً العزم على إخضاع السياسة الخارجية الأميركية لتعليمات الكريملن. مشاعر العداء التي يبديها تجاه حلفاء الولايات المتحدة لم تكن خفية خلال سنته الأولى في الرئاسة، عندما كان يُكبح من قبل «محور الكبار». لكن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وكذلك مستشار الأمن القومي إتش. آر. ماكماستر، والمستشار الاقتصادي غاري كُون رحلوا الآن، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيري في طريقه للرحيل أيضاً، ووزير الدفاع جيم ماتيس بات مهمَّشاً.. لذا لم تعد هناك كوابح حقيقية تستطيع كبح نزعة الرئيس الترامبية. في قمة مجموعة السبع في كندا، قال ترامب «إننا مثل الحصالة التي يسرق منها الجميع. وهذا سينتهي الآن». كان هذا تبريرَه للحرب التجارية ضد حلفائنا. ترامب، المقتنع بأن أميركا تتعرض للسرقة، قال للزعماء السبعة الآخرين، إن «الناتو سيئ مثل اتفاقية (نافتا)». مع أن كلا من «نافتا» و«الناتو» يمثلان امتيازاً بالنسبة للولايات المتحدة. بيد أن ترامب يعطي ميركل والزعماء الأوروبيين الآخرين بالفعل شيئاً بشكل منتظم: الكشف عما يدور في ذهنه. فهو يقول إن الاتحاد الأوروبي «أُنشئ من أجل استغلال الولايات المتحدة»، بيد أن الرؤساء الأميركيين، وعلى مدى عقود، ظلوا يعتبرون «أوروبا قوية وموحدة» سداً في وجه القوة الروسية. لكن ترامب يفضل مهادنة روسيا على مواجهتها. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»