كتب ترامب تغريدة يوم الأحد الماضي يقول فيها: «لا يمكننا السماح بدخول كل الأشخاص الذين يغزون بلادنا. فحين يأتي شخص ما يتعين علينا على الفور، دون قضاة ودون قضايا في المحاكم، أن نعيده إلى حيث جاء. نظامنا يتنكر لسياسة الهجرة الجيدة وللقانون والنظام. ومعظم الأطفال يأتون دون آباء». إنها لغة شمولية وحكم دون حقوق مدنية. إنها لغة الأنظمة التي تسعى إلى شيطنة الأجانب وخلق سعار وسط سكان البلاد. وهذا غير أميركي بلا ريب. و«الجمهوريون» في الكونجرس خانعون، حتى إذا ردوا على مثل هذا الخطاب المسمم. ففي برنامج «واجه الصحافة»، اعترف جيمس لانكفورد السيناتور «الجمهوري» عن ولاية أوكلاهوما، وهو من الأصوات الأكثر مسؤولية في الحزب «الجمهوري»، بأن خطاب ترامب يشيطن المهاجرين، لكنه رد بحذر شديد على خطاب ترامب العنصري. وجاء في كلام لانكفورد «أود القول فحسب إنني كنت أفضل أن يعلن الرئيس أن كثيرين من هؤلاء أناس يأتون لأسباب اقتصادية. إنهم يريدون الفرار إلى منطقة يكون لديهم فيها فرص اقتصادية أكبر. وكل أسرة تريد هذا لأفرادها». ولم يدن «لانفكورد» خطاب ترامب ولم يعبر عن غضب. ولا يرفع صوته بمعارضة الرئيس إلا الأعضاء «الجمهوريون» المتقاعدون من الكونجرس مثل سيناتور ولاية أريزونا «الجمهوري» جيف فليك. وفي الأيام القليلة الماضية، في مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس» في شبكة (أيه. بي. سي)، جادل «فليك» قائلاً «ينبغي علينا أن نحمي بغيرة أكبر امتيازاتنا المؤسسية. اعتقد أننا في هذه الأزمة التي نمر بها، تتخذ الهيئة القضائية موقفاً جيداً، والصحافة تتبنى موقفاً جيداً فيما يتعلق بالمؤسسات والتوازن (بين السلطات). لكن الكونجرس يفتقر إلى هذا الموقف الجيد». وللأسف يتزايد قبول تصريحات ترامب وسط «الجمهوريين» الذين تشبعوا بسموم خطاب الشعبوية للجناح اليميني. وأشار استطلاع رأي أجرته قناة (سي. بي. إس. نيوز) في الآونة الأخيرة، أن ترامب وحده لا يتبنى هذا الموقف من المهاجرين. فقد جاء في خلاصة الاستطلاع أن «الجمهوريين» وأشد المؤيدين لترامب، يعتقدون أن لم شمل أسر المهاجرين ليس أولوية، بينما يرى «الديمقراطيون» أنها أولوية. وخلص استطلاع الرأي إلى أن 75% من «الديمقراطيين» يرون أن لم الشمل يمثل أولوية بارزة مقابل 23% من الجمهوريين، و16% فقط من أشد المؤيدين للرئيس. وغالبية من الأميركيين بنسبة 54% يريدون أن يُعامل طالبو اللجوء بعطف مقابل 46% يريدون عقابهم، لكن 73% من «الجمهوريين» يرون أنه يجب معاقبتهم ليكونوا عبرة للآخرين. والجمهوريون الذين يتبعون ترامب وتلفزيونه التابع للدولة (فوكس نيوز)، أكثر ميلاً على الأرجح من الناخبين بصفة عامة أن يعتقدوا أن المهاجرين مجرمون وأعضاء في عصابات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»