في اليمن تتواصل الانتصارات المؤزرة المتلاحقة للجيش وقوات التحالف الداعم للشرعية، فيما تتوالى الهزائم الساحقة لميليشيا «الحوثي» الإيرانية، وقد دكت ضربات التحالف أوكار «الحوثي»، وعملت بكل قوة على إعادة تثبيت أركان الاستقرار في اليمن، وإعادته بلداً مستقراً وشعباً آمناً مطمئناً. وهذه هي الرسالة والمهمة التي تهدف إلى تحقيقها كافة العمليات التي تنفذها قوات الشرعية، المدعومة مِن طرف قوات التحالف، من أجل وضع حد نهائي لفصل طويل من التمرد والانفلات الأمني والسياسي الذي سعت طهران وراء تغذيته وجعلته هدفاً ووضعته نصب عينها لضرب استقرار المنطقة كلها، ولتتسلل والتغلغل إليها من بلد كان ينثر السعادة والفرح في ربوع أمتنا العربية والإسلامية كلها، وكانت السعادة علماً عليه، فسعت إيران إلى جعله موطئ قدم وثغرة أخرى تنشر من خلالها القلاقل والمشاكل في جسد الأمة. ومن هذا المنطلق وضمن تحولات المشهد الراهن في اليمن تكتسي انتصارات القوات الشرعية وقوات التحالف العربي في مدينة الحديدة بعداً استراتيجياً، وهي ذات أهمية حيوية استثنائية في الحرب ضد إيران وأتباعها الخونة «الحوثيين»، ليس فقط على الصعيد العسكري وإنما على الصعيد الإنساني، فبعد تحرير المطار والاقتراب من تحرير الميناء أصبح من السهل توفير المستلزمات الأساسية من المواد الغذائية والأدوية والمعونات للشعب اليمني من خلالها، بعد أن كان «الحوثي» يعمل على نهب كل شحنات المواد التي تمر من خلالهما. بالإضافة إلى حزم وحسم قوات التحالف لاستكمال تحرير ميناء الحديدة، نظراً لما ينطوي عليه من أهمية استراتيجية كبرى، تنعكس مباشرة على إضعاف قوى «الحوثيين» وقطع الإمدادات الإيرانية عنهم وخاصة إمدادات السلاح، فضلاً عن وقف تهديد حرية الملاحة الدولية، إضافة إلى البعد الإنساني، كما سبقت الإشارة، لما يمثله الميناء من شريان حياة بالنسبة لملايين اليمنيين. وذلك الموقع الاستراتيجي المميز للميناء جعله منذ البداية مطمعاً للحوثيين، ولاسيما أنه قريب من خطوط الملاحة العالمية بصورة مباشرة، إذ يقع الميناء على ساحل البحر الأحمر، وهو من أكبر الموانئ في اليمن، ويحتوي على ثمانية أرصفة إجمالي طولها أكثر من 1461 متراً، ورصيفين آخرين بطول 250 متراً في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط. ولكل هذه الاعتبارات فإن لتحرير الميناء، الذي سيطر عليه المرتزقة «الحوثيون» منذ عام 2014 بعد سيطرتهم على صنعاء، أهمية استراتيجية كبرى، ستمتد إلى ما هو أبعد من تحجيم وتحييد إرهاب «الحوثيين»، إذ تنعكس أيضاً على أمن المنطقة بشكل عام، باعتبار أن تحرير ميناء الحديدة وسيطرة القوى الشرعية عليه سيعني في المحصلة انتهاء شق كبير ورئيسي من المعركة في اليمن، بما يحمل ذلك في طياته من الخير لليمنيين، ونهاية محتومة محسومة بهزيمة لـ«الحوثيين». كما أن تحرير ميناء الحديدة سيعني أيضاً وقف تهديد حرية الملاحة الدولية، ويضمن تأمين الملاحة بصفة عامة في البحر الأحمر، بعدما كان «الحوثيون» يهددون الملاحة سواء بالألغام البحرية أم استهداف السفن بالصواريخ. ولكل هذه الأسباب تبدو مزايا تحرير ميناء الحديدة، سواء على الجانب السياسي والأمني والاستراتيجي وحتى الآثار الإنسانية وفي الجانب الإغاثي. وقد حققت قوات التحالف بالتعاون مع قوات الشرعية اليمنية انتصارات نوعية على هذه الجبهة في وقت قياسي، بعملية كبرى تسير حذو الساحل محققة نجاحات متتالية تقرب مع شمس كل يوم جديد لحظة القضاء على «الحوثيين» وتخليص اليمن والمنطقة من شرورهم. ولاشك أيضاً أن المسافة من مضيق باب المندب وحتى الُحديدة، كانت دوماً مطمعاً استراتيجياً للإيرانيين الطامعين في السيطرة عليها وعلى الساحل، ذلك أنها منطقة استراتيجية، وبخاصة ميناء الحديدة نفسه. وعلى العموم فالعمليات النوعية المنفذة من قبل قوات التحالف والنجاحات المتلاحقة في مختلف المحافظات اليمنية تبشر كلها بقرب إسدال الستار على أطول عملية تمرد وممارسات إرهابية دبرها الإيرانيون وسعوا من خلالها لفرض مرتزقتهم على الشعب اليمني. ومع إتمام عملية السيطرة على الحديدة بالكامل، سيكون قد تم الانتهاء من 90% من الحرب في اليمن، وستظل عمليات تطهير بسيطة من بعض جيوب التمرد، بالإضافة إلى العمليات الإنسانية واستكمال المشاريع التنموية حتى يستعيد اليمن عافيته واستقراره ويعود اليمن الجديد السعيد، ويطوي صفحة إرهاب وتمرد المرتزقة «الحوثيين» إلى الأبد.