أول مرشح رئاسي معروف لانتخابات 2020 قام بـ19 رحلة إلى ولايتي آيوا ونيوهامبشر منذ الصيف الماضي. ونشر كتاباً حول «كيف نوحد بلدنا». ولا يبدو منزعجاً لكونك لا تعرف أنه في السباق، أو حتى من يكون. فمعالجة هذا الأمر ستتوقف على ديمقراطيي آيوا ونيوهامبشر الطيبين، كما يقول النائب «جون ديلاني»، «الديمقراطي» عن ولاية ميريلاند. والواقع أن من المفيد الجلوس مع «ديلاني»، مثلما فعلتُ مؤخراً، ليس بالضرورة لأنه سيكون الرئيس الأميركي المقبل – برغم أن المرء سيكون مجنوناً، بعد انتخابات 2016، إن استبعد أي أحد في هذه المرحلة - وإنما لأنه فكّر ملياً وبذكاء بشأن نوع الزعامة التي ينبغي للرئيس المقبل أن يوفّرها، أياً يكن شخصه في الواقع. وباعتباره «مثالياً براجماتياً» غنياً ومعتدلاً، مثلما يصف نفسه، وملتزماً بالعمل التوافقي والتعاون بين الحزبين في سبيل تحقيق إنجازات، فإن «ديلاني» قد لا يكون حامل اللواء الأرجح بالنسبة لـ«الديمقراطيين» في 2020. ذلك أن الحزب، على كل حال، كثيراً ما يوصف بأنه يجري نحو مقاومة غاضبة واشتراكية حقيقية، إذ يَعد برسوم جامعية مجانية، ورعاية صحية تمول من أموال الضرائب، ووظيفة حكومية لكل من يريدها. ولكن «ديلاني» يقول إن لقاءاته في آيوا ونيوهامبشر خلال السنة الماضية أقنعته بأن الكثير من الناخبين لم يعودوا مفتونين تماماً بدينامية «بيرني مقابل هيلاري». ويجد أنهم مقتنعون بفكرة أن التعاون بين الحزبين شيء جيد للبلاد. وقال: «كلما انخرطتُ في هذا، كلما بدا أن للأمر علاقة أقل بالاختيارات السياسية وعلاقة أكثر بمقاربة قيم تجاه الرئاسة»، مضيفاً «كيف لنا أن نعيد بعض الاحترام إلى الرئاسة؟ وكيف نعيد الأخلاق والكفاءة إلى الحكومة؟ وكيف يمكننا أن نبدأ في الشعور بشعور جيد من جديد بخصوص ما يحدث في واشنطن؟» ويدعو «ديلاني» إلى العديد من الإجراءات السياسية في كتابه «الجواب الصحيح: كيف نستطيع توحيد بلادنا المنقسمة»؛ ولكن رسالته الرئيسة هي أن حزباً واحداً فقط لن يستطيع تحقيق أياً من تلك الإجراءات- وأن حتى أهم الإصلاحات التي تحظى بدعم واسع لن تحدث بسبب التعصب الحزبي الشديد الذي «يدمّر بلدنا». فريد حياة* ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»