ترامب رئيس يحترم تعهداته.. وسياسات «ماكرون» تقسم الفرنسيين لوفيغارو ضمن عموده بعدد يوم الأربعاء من صحيفة «لوفيغارو»، عبّر الكاتب والصحفي «إيفان ريوفول» عن تأييده لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران، مشيراً إلى أن الاتفاق يعتريه عدد من العيوب. وقال «ريوفول» في هذا الصدد: «ينبغي دائماً الحذر من الإجماع الإعلامي»، في إشارة إلى موقف العديد من وسائل الإعلام الدولية المنتقد لإلغاء الاتفاق، مضيفة أن أصوات وسائل الإعلام تلك تغطي على ما سواها من أصوات وتصف الرئيس الأميركي بـ«المزعزع لاستقرار العالم»، وقراره بأنه «ضربة قوية للأمن الدولي، بل وخطيرة»، كما نقل عن وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيس، الذي وقع على الاتفاق عن الجانب الفرنسي. الكاتب أشار إلى أنه كان قد انتقد الاتفاق في 2015 ونبّه إلى «عيوبه»، في حين لم يجد فيه معظم المعلقين، وقتئذ، ما يستوجب التحذير، كما يقول. ولكن أولئك المعلقين أنفسهم، يتابع «ريوفول»، باتوا اليوم يعترفون بوجود «ثغرات» في الاتفاق: ومن ذلك أنه يسمح لإيران بإجراء تجارب للصواريخ الباليستية وبزعزعة استقرار اليمن وسوريا ولبنان. وبالتالي، يخلص الكاتب، فإنه يجوز أن نلاحظ، في هذه المرحلة الأولى، «شرعية تحذيرات من كانوا يشعرون بالقلق إزاء أوباما وازدواجية نظام دكتاتوري إسلامي». وبعد ذلك انتقل الكاتب إلى الثناء على الرئيس الأميركي قائلاً إن أولئك الذي يرددون أن ترامب شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله ويمكن التأثير عليه بسهولة، لا يبدو أنهم يريدون الاعتراف بأنه رجل يحترم تعهداته ويتبع عقيدة قائمة على توازن القوة. استراتيجية يقول الكاتب، إنها أثبتت نجاحها مع بعض الدول من قبل، ويمكن أن تؤتي أكلها أيضاً مع كوريا الشمالية، التي أعلنت أنها منفتحة على التفاوض حول نزع سلاحها النووي. وإذ يقر الكاتب بأن رهان القوة الحالي مع إيران لا يخلو من مخاطر، فإنه يرى أن «هذا النظام، الذي يشهد احتجاجات دورية من قبل السكان، يظل بناء هشاً». وعندما يخاطب ترامب الإيرانيين يوم الثلاثاء قائلاً:«إن الشعب الأميركي يقف إلى جانبكم»، يتابع ريوفول، فإنه يدرك أن الشعب الإيراني يتطلع في غالبيته إلى الحرية ونمط الحياة الغربي. لوموند صحيفة «لوموند» خصّصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على نتائج الانتخابات التشريعية اللبنانية التي أجريت الأسبوع الماضي، معتبرة أن البلاد دخلت بعد هذه الانتخابات مرحلة مفاوضات جديدة بين الزعماء السياسيين اللبنانيين، وأن المؤثرات الخارجية جد قوية، لدرجة أن استقرار المنطقة برمتها بات تحت المحك. نتائج الانتخابات جاءت «واضحة لا لبس فيها»، تقول الصحيفة؛ وأبرز سماتها تراجع تيار «المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري، وتقدم الحزبين الشيعيين حركة «أمل» و«حزب الله». أما داخل المعسكر المسيحي، فقد أسفرت الانتخابات عن تراجع «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه الرئيس ميشال عون، وراء «القوات اللبنانية» التي يقودها سمير جعجع المعادي لـ«حزب الله». ولكن الصحيفة لفتت إلى أن موازين القوة لا تتعلق بالأرقام فحسب، وأن الكثير يتوقف على مرحلة ما بعد الانتخابات، والتفاهمات التي تتم بين الزعماء وحسابات الأجهزة، إضافة إلى المؤثرات الخارجية. كما أشارت إلى أن هيمنة «حزب الله» على المشهد السياسي اللبناني ليست جديدة ولم تبدأ في 6 مايو، يوم الاقتراع. وإنما ظهرت على مراحل، منذ 2010، بعد عام على انتخابات كرست فوز تحالف «14 آذار»، المعارض للنظام السوري و لـ«حزب الله»، والذي كان «تيار المستقبل» بمثابة محركه. هذه النتيجة ما كانت لتحدث، وفق الصحيفة، لولا أن الوضع الإقليمي انقلب، في الأثناء، لصالح «حزب الله»؛ ذلك أن الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من شؤون الشرق الأوسط، الذي بدأ في عهد باراك أوباما، والانتشار العسكري الإيراني والروسي في سوريا وإنقاذ بشار الأسد، الذي يُعد نتيجة مباشرة لهذا التدخل المزدوج... كلها عوامل أثّرت كثيراً على المشهد اللبناني الحساس دائماً للمؤثرات الخارجية. الصحيفة قالت إن رئيس الوزراء سعد الحريري يبدو أنه قد فهم خطورة نتائج الانتخابات إقليميا، حيث حث شركاءه العرب والغربيين على النظر إلى نتائج الانتخابات بـ«إيجابية». ولكنها شددت، في الوقت نفسه، على أن مسؤولية التهدئة ملقاة أيضاً على عاتق حسن نصر الله، زعيم «حزب الله». ليبيراسيون الكاتب والصحفي الفرنسي «ألان دوهامل» كتب في عدد يوم الأربعاء من صحيفة «ليبيراسيون» معلقاً على أسلوب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الحكم، وذلك بمناسبة مرور سنة على وصوله للرئاسة في فرنسا. واعتبر أنه إذا جاز وصف سنة ماكرون الأولى في الحكم بكلمتين إيجابيتين، فإنهما «الشجاعة» و«الطموح». أما إذا كان لا بد من عيبين لوصفه، فإنهما «السلطوية» و«الانقسام». ففي ظرف اثني عشر شهراً، أثبت الرئيس الفرنسي الشاب أنه كما لو أنه ولد ليكون رئيساً. فبعد أن كان مغموراً قبل سنتين، ودخل السابق الانتخابي من دون حزب، ومن دون تفويض، ومن دون خبرة سياسية، تمكّن من التفوق وفرض نفسه من دون أن يكترث للقواعد والطقوس والتقاليد لحظة واحدة. صحيح أن الظروف ساعدته، يقول الكاتب، بالنظر إلى تمزق اليسار، وانقسام اليمين، والظهور غير المتوقع للعدالة في الحملة الانتخابية (التحقيق مع فرانسوا فيون)، واستياء وضجر الفرنسيين من الأحزاب الكلاسيكية، والصعود اللافت للمتطرفين... ولكن الأكيد أن ماكرون كان يتمتع بالجرأة والطموح، إلى جانب ثقة كبيرة في النفس وشخصية قوية. ماكرون يريد تغيير فرنسا ويبدو عاقداً العزم على تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الناخبين خلال الحملة الانتخابية. وفي هذا الصدد، كتب دوهامل يقول إن ماكرون «يتّبع من دون تردد سياسة اقتصادية ليبرالية، ويعزز أدوات الأمن، ويدعو إلى صعود أوروبا، وينحّي خصومه، ويتعمد تجاهل المحاذير المعتادة، الاجتماعية والثقافية»، مضيفاً: «إنه مقتنع بأنه يجب عليه أن يسير بسرعة وقوة من أجل كسب رهانه؛ وهو يدرك أن فرض إصلاحات يمثل اختياراً خطيراً في هذا البلد. ويَعتبر ذلك ضرورياً وممكناً. ويريد لفرنسا الحداثة والاحترام». ولكن «دوهامل» يقول إن ماكرون يتسبب من خلال سعيه لتطبيقه إصلاحاته في انقسامات بين الفرنسيين، انقسامات سياسية ولكن أيضاً اجتماعية. كما أن أسلوبه وطريقته تقسّمان فرنسا إلى قسمين، ليس من اليسار إلى اليمين، وإنما من أعلى إلى أسفل. وانقسام بين طبقة الميسورين والمحظوظين والأغنياء، وطبقة أكثر تواضعاً وأكثر هشاشة وأكثر تشاؤماً، كما يقول. إعداد: محمد وقيف