«إسرائيل وإيران على حافة الهاوية».. و«حماس» تقترح «هدنة طويلة الأمد»! «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «إسرائيل وإيران على حافة الهاوية»، نشرت «يديعوت أحرونوت» الخميس الماضي، مقالاً لـ«رون بن يشاي»، استنتج خلاله أن تل أبيب وطهران لا ترغبان في إحداث تصعيد كبير، لكن الموقف قد ينزلق ويخرج بسهولة عن السيطرة، فالإيرانيون كانت لديهم حسابات خاطئة بشأن رد الفعل الإسرائيلي على ما يصفه الكاتب بـ«هجمات إيرانية فاشلة»، وفي الوقت نفسه إسرائيل متشبثة بـ«خط أحمر» ضد الوجود أو الاختراق الإيراني لسوريا، وينبغي على إسرائيل أن تضع في اعتبارها الوضع الخطير في غزة، وتداعيات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أي أن إسرائيل ستكون أمام 3 جبهات في وقت واحد. الكاتب يرى أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجولان يوم الأربعاء الماضي، والذي نفذه «الحرس الثوري» الإيراني قد مُني بالفشل، ورد الجيش الإسرائيلي على الهجوم مستهدفاً عشرات البنى التحتية الإيرانية داخل سوريا. ويبدو أن الإيرانيين خططوا لضربة عسكرية محدودة كي لا يترتب عليها تصعيد إسرائيلي كبير، هم حاولوا استعراض قوتهم وإرضاء غرورهم دون أن يدفعوا ثمناً باهظاً. الصواريخ الإيرانية لن تسفر عن وقوع ضحايا في الأرواح ولا خسائر في الممتلكات، فالصواريخ إما أنها اعترضت أو تم إسقاطها في الجانب السوري، كان رد فعل الجيش الإسرائيلي «غير مناسب» حسب الكاتب، لمنطق «الخط الأحمر» الذي تبناه وزير الدفاع ورئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والذي يقضي بالرد الفوري على أي هجوم يطال السيادة الإسرائيلية، واستهداف أي عملية إيرانية لنقل أسلحة متطورة تضر بالجيش الإسرائيلي أو تحد من حريته، ويتضمن هذا المنطق الإسرائيلي عدم التسامح مع أي استهداف لإسرائيل بأسلحة غير تقليدية سواء نووية وكيمياوية وبيولوجية.. فبعد ساعتين فقط من الهجوم الصاروخي، قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربات جوية كانت مبرمجة سلفاً، وهدفها تدمير معظم البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا. ويري الكاتب أن قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، سيحتاج وقتاً طويلاً وتمويلاً ضخماً كي يتسنى له إعادة بناء القواعد العسكرية والنقاط الاستخبارية والمواقع اللوجستية التي طالتها الضربات الإسرائيلية. وحسب الكاتب، فإن طائرة حربية سورية تجاوزت يوم الأربعاء الماضي «الخط الأحمر» الإسرائيلي، عندما حاولت استهداف طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي كانت تشن هجوماً على مواقع إيرانية داخل سوريا. الطائرات الإسرائيلية لم تصب بأذى، لكنها دمرت خمس بطاريات صواريخ أرض جو تابعة للدفاع الجوي السوري، علماً بأن إسرائيل سبق لها تدمير عدد من بطاريات الصواريخ السورية المضادة للطائرات منذ بداية العام الجاري. في معرض رد تل أبيب على إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية إسرائيلية. ولدى الكاتب قناعة مفادها أن الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا تحمل رسائل الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين فحواها أن استمرار الوجود العسكري الإيراني داخل سوريا سيضر المصالح الحيوية لسوريا وروسيا، كما أن الصدام العسكري الإسرائيلي- الإيراني سينسف الجهود المبذولة لإيجاد نهاية للحرب الأهلية السورية، وسيأخر استعادة نظام الأسد سيطرته على كل أو معظم الأراضي السورية والأمر نفسه لعملية إعادة إعمار هذا البلد المكلوم بحرب أهلية طويلة. «هآرتس» حذرت «هآرتس» في افتتاحيتها أمس من خطورة تشجيع ساسة إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية ضد سوريا، خاصة بعد النجاحات التي تحققت خلال الآونة الأخيرة، على اعتبار أن ذلك قد يدفعهم لشن هجمات لا علاقة لها بأهداف إسرائيل الاستراتيجية. الضربات التي طالت مواقع إيرانية داخل سوريا هدفها عدم المساس بتوازن الردع، ومنع إيران من تثبيت صواريخ داخل سوريا لديها القدرة على ضرب إسرائيل أو تغيير توازن الردع لغير صالح تل أبيب. هذه الاستراتيجية تنطلق من دروس تعلمتها إسرائيل في لبنان، خاصة عندما تمكن «حزب الله» من توفير آلية ردع واضحة ضد إسرائيل، وهذا يتطلب إدارة حكيمة وعاقلة كي يتم تفادي تصعيد يؤدي إلى حرب، وفي الحالة السورية، ينبغي على إسرائيل مراعاة المصالح الروسية، خاصة وأن موسكو تريد استمرار الأسد في السلطة وتسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. صحيح أن إسرائيل تقول إنها لا تنوي التدخل في الحرب الأهلية السورية وإن عملياتها موجهة فقط للأهداف التي تشكل تهديداً للإسرائيليين، لكن الخبرة التاريخية- حسب الصحيفة، «علمتنا بأن النوايا الطيبة ليست كافة لمنع وقوع الحرب». وخلصت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ينبغي أن تحمل رسالة قوية وفي الوقت نفسه لا تشجع الانزلاق في أتون حرب، ومن ثم يتعين على تل أبيب الانتظار كي تتضح طريقة رد الإيرانيين على الضربات، وما إذا كانت طهران ستجمد جهودها الرامية لتعزيز نفوذها في سوريا. وتحذر الصحيفة من تصريحات فظة للساسة الإسرائيليين يهددون فيها باغتيال الأسد، وأن الضربات الجوية الإسرائيلية تعكس قدرة إسرائيل على ضرب إيران، ستؤدي فقط لإلحاق الضرر بعمليات الجيش وفي الوقت نفسه تنتقص من الشرعية الممنوحة له في الضربات الجوية الأخيرة. «ذي تايمز أوف إسرائيل» في تقريره المنشور بـ«ذي تايمز أوف إسرائيل» يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «حماس عرضت على إسرائيل هدنة طويلة الأمد في غزة»، أشار «ميخائيل باختر» إلى أن حركة «حماس» أعربت خلال الشهور الأخيرة مراراً وتكراراً من خلال قنوات عدة، استعدادها للدخول مع إسرائيل في محادثات بشأن هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، ما يعكس، حسب التقرير، «الوضع الاستراتيجي المزري للحركة»، علماً بأن «حماس» خاضت منذ استيلائها على القطاع عام 2007 ثلاثة حروب ضد إسرائيل وأطلقت آلاف الصواريخ على الدولة العبرية وحفرت أنفاقاً هجومية تحت الحدود. التقرير نسب لصحيفة «هآرتس» معلومات مفادها أنه مقابل وقف إطلاق النار الذي سيدوم سنوات، ترغب «حماس» في أن يشمل اتفاق قيام تل أبيب بتخفيف حصارها على القطاع بشكل كبير والموافقة على مشاريع بنى تحتية واسعة النطاق، وصفقة لتبادل الأسرى. ولفت التقرير الانتباه إلى وجود خلافات بين مسؤولين كبار في «حماس» حول قبول أو عدم قبول مبادرة مصرية لوقف مظاهرات «مسيرة العودة» بالقرب من حدود القطاع مع إسرائيل، والدفع بصفقة لتبادل الأسرى. ويشير التقرير إلى أن قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار كان معنياً بقبول العرض، في حين رفضه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ومذاك انقسمت الحركة إلى معسكرين متعارضين.