كل مَن عرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وخَبِرَه عن قرب، أدهشه ذلك الحضور المهيب القوي والفريد والمميز لهذه الشخصية الملهمة التي اتسمت بشجاعة الفارس النبيل والمغوار والمتمرس، فهو يعتبر رجل المهمات الصعبة في كل الظروف والمناسبات والميادين، لذلك لا غرابة إذا كان فارساً بين الفرسان، وقائداً بين الشجعان.. فبالأمس شاهدنا سموه يشارك زملاءه وأبناءه التدريبات والمناورات العسكرية، حيث وصف هؤلاء عن حق بأنهم «عيال زايد»، فهم حماة الوطن الذين يصطفون خلف سموه في هذا الميدان، وهم صمام الأمان لمستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة.. وهو اليوم يقف مع الشجعان من القادة والضباط البواسل الذين يحملون اسم زايد الخير والعطاء على صدورهم، في موقف مهيب ومشهد عظيم، حيث قلد سموه كوكبة من الضباط الأفذاذ أوسمة الشجاعة، لدورهم البطولي، واستبسالهم في ساحات الوغى في أرض اليمن الشقيق في معركة عاصفة الحزم، وإعادة الأمل ضمن صفوف التحالف العربي لإعادة الشرعية لأصحابها هناك. وليس هذا مستغرباً على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فهو الفريق أول الركن طيار، الذي يقف شامخاً بين أقرانه وإخوانه الأبطال الذين أبلوا بلاءً حسناً في الدفاع عن الوطن ومن أجل الحق، حيث يعتبر سموه من القيادات العسكرية الاستثنائية المتمرسة بالسلك العسكري، وهو فوق ذلك رجل دولة بامتياز. وقد أمضى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العقود الثلاثة الماضية في تعزيز القدرات العسكرية لبلاده وتطويرها، بصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما فتئ يتحلى بحس استراتيجي عال جداً، ولديه اهتمام خاص ودور كبير في تطوير وتجهيز ونشأة الجيش الإماراتي الباسل، مدركاً ضرورة الحفاظ على المكاسب الكبرى على الصعد الاقتصادية والعمرانية والإنتاجية والخدمية.. مما حققته دولة الإمارات، عبر امتلاك القدرة العسكرية على صونها وحمايتها. لقد أدرك أن أي مسيرة حضارية وتنموية لا يمكن أن تستمر وتؤتى ثمارها وتجني خيراتها وتزدهر، ما لم تكن هناك قوة كافية لحمايتها وتحصينها. إن هؤلاء الأبطال الأشاوس هم نماذج مشرِّفة لحماية الوطن ونجوم مضيئة في تاريخ دولة الإمارات، حيث تشرفوا بتقليد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لهم بأرفع الأوسمة والأنواط، تقديراً لشجاعتهم، وتثميناً لمواقفهم البطولية، أثناء مشاركتهم في ميادين الشرف والكرامة في ساحات القتال ومعارك المصير ومنازلة الأعداء، ولجم الخصوم مع زملائهم الذين سبقوهم بالتضحية، ونالوا أرفع الأوسمة وأنبلها، وهم الشهداء البواسل الأبطال. حيث أولت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتكريم هؤلاء الأبطال، منذ أن أسست جيشاً وطنياً قوياً متمرساً، واهتمت بتأهيل الكوادر البشرية من خلال عناية الدولة بالمقاتل الإماراتي، وتأهيله نفسياً وجسدياً، وتسليحه بالعلم والمعرفة والسلاح المتطور والمتقدم، وتعزيز روح الفداء لديه، والاهتمام بتجهيزه، والتركيز على تدريبه بالشكل الصحيح، وبث روح الشجاعة والتضحية في نفسه، دفاعاً وذوداً عن وطن أصبح نموذجاً عربياً مشرفاً للجميع. د. علي القحيص *مدير صحيفة «الرياض» في الإمارات