يستعد مارك زوكربيرج كبير المديرين التنفيذيين لشركة فيسبوك لمواجهة تحقيق للحزبين بشأن تعامل موقع التواصل الاجتماعي مع بيانات المستخدمين ودوره في تيسير، بغير قصد فيما يبدو، عملية تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية. ويعتزم زوكربيرج أن يتحلى بالتواضع والاعتراف بالخطأ في جلسة الاستماع أمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب. وجاء في بيان زوكربيرج المعد سلفاً: «من الواضح أننا لم نبذل ما يكفي من الجهد لمنع هذه الأدوات من أن تُستخدم للضرر أيضاً. وهذا ينطبق على الأنباء الكاذبة والتدخل الأجنبي في الانتخابات وخطاب الكراهية وأيضاً على مطوري البرامج وخصوصية البيانات. ولم نلق نظرة واسعة بما يكفي على مسؤوليتنا. كان هذا خطأ كبيراً. لقد كان خطئي وأنا آسف. لقد دشنت فيسبوك وأدرته وأنا مسؤول عما يحدث هنا». وستُطرح في الجلسة طائفة من الأسئلة تتعلق بغفلة فيسبوك. صحيح أن زوكربيرج يشير في بيانه إلى أن فيسبوك علمت في عام 2015 أن بيانات قُدمت إلى برنامج تطبيقي للبحث تمت مشاركتها مع «كامبريدج اناليتكا»، الشركة التي كانت تدير عمليات البيانات لحملة دونالد ترامب الانتخابية الرئاسية لعام 2016. وحظرت فيسبوك البرنامج التطبيقي وطالبت مطور البرنامج بأن يؤكد أن البيانات تم تدميرها. لكن الكونجرس سيرغب في أن يعرف السبب الذي يجعل فيسبوك تمتنع عن إخبار المستخدمين في ذاك الوقت بشأن الانتهاك أو عن المطالبة بأدلة تفيد أن «كامبريدج اناليتكا» دمرت البيانات. ولماذا انتظرت حتى علمت الشهر الماضي من صحيفتي «ذي جارديان» و«نيويورك تايمز» والقناة الرابعة (Channel 4) أن «كامبريدج اناليتكا» ربما لم تحذف البيانات كما أقرت بذلك؟ ولماذا لم تحظر الشركة «كامبريدج أناليتكا» إلا في هذا الوقت؟ ويرى فرانك فيجليوزي، مساعد مدير «مكتب التحقيقات الاتحادي» (إف. بي. أي) السابق، أن مشكلة فيسبوك تنبع من «غياب أساليب التحكم في المبيعات المربحة للبيانات بالإضافة إلى السذاجة تجاه المخاطر». ونطاق المكيدة الروسية في مواقع التواصل الاجتماعي ربما يصبح عرضاً ممتعاً للغاية في المستقبل. وزوكربيج يقدم أحدث البيانات. والأرقام مذهلة في هذا المجال. ويؤكد زوكربيرج: «شهدنا أيضاً بعض السلوك الجديد في صيف عام 2016 حين ظهرت حسابات تتعلق بجماعة APT28 تحت شعار تسريبات دي. سي. وأنشأت حسابات لأشخاص وهميين اُستخدمت لإرسال معلومات مسروقة إلى الصحفيين. وأغلقنا هذه الحسابات لانتهاكها سياستنا. وبعد الانتخابات واصلنا التحقيق وعرفنا معلومات أكثر بشأن هذه التهديدات الجديدة. وما توصلنا إليه هو أن الفاعلين الأشرار استخدموا شبكات منسقة لحسابات زائفة للتدخل في الانتخابات لدعم ومهاجمة مرشحين وقضايا بعينها، مما خلق عدم ثقة في المؤسسات السياسية أو ببساطة في نشر الارتباك. وبعض هؤلاء الفاعلين الأشرار استخدموا أدواتنا في الإعلانات». وأشار بيان زوكربيرج إلى أن جماعة APT28 هي جماعة أعلنت الحكومة الأميركية أنها ترتبط بأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية. وجاء في بيان زوكربيرج أيضاً: «علمنا كذلك بشأن حملة تضليل إعلامي أدارها ما يعرف باسم وكالة أبحاث الإنترنت (أي. آر. أيه) ووجدنا نحو 470 حسابا وصفحة ترتبط ب(أي. آر. أيه) أنتجت نحو 80 ألف تدوينة على فيسبوك على مدار عامين. وأفضل تقديراتنا تشير إلى أن 126 مليون شخص تقريبا ربما قدموا محتوى من صفحة فيسبوك ترتبط ب(أي. آر. أيه) في مرحلة ما من هذه الفترة. وفي انستجرام، والبيانات التي في أيدينا عنها ليست بنفس الدرجة من الاكتمال، وجدنا نحو 120 ألف قطعة من المحتوى ومن المرجح أن ما يقدر بنحو 20 مليون شخص قدموا هذا المحتوى. وعلى امتداد الفترة نفسها، أنفقت (أي. آر. أيه) ما يقرب من 100 ألف دولار على أكثر من 3000 إعلان على فيسبوك وانستغرام طالعها ما يقدر بنحو 11 مليون شخص في الولايات المتحدة. وأغلقنا حسابات الوكالة تلك في أغسطس 2017». ورفض ترامب على مدار شهور الإشارة إلى ضلوع روسيا في مخطط للتلاعب بانتخاباتنا أو الاعتراف بأن المسعى الذي استهدف الإضرار بحملة هيلاري كلينتون كان خداعا متعمدا استهدف التقليل من شأن التحقيق في التدخل الروسي. وبالإضافة إلى هذا، قد يدعم الكشف عن العدد التقديري للمستخدمين الذين تلقوا الدعاية الروسية الانطباع بأن التدخل الروسي ربما أثر بالفعل على عدد من الأصوات كان من الممكن أن يغير نتيجة السباق الانتخابي الرئاسي. صحيح أن زوكربيرج سيدخل عرين الأسد خلال الأيام القليلة المقبلة. لكن ترامب والمدافعين عنه ممن حاولوا دحض التدخل الروسي في الانتخابات وقللوا من شأن احتماليته، ربما هم من سيجري تمزيقهم. وفكرة أن ترامب لم يفز بالسباق بطريقة عادلة، بل بمساعدة عدو أميركا، تمثل كابوساً يجثم على صدر الإدارة حالياً. جنيفر روبن كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»