مواجهة روسيا.. والتدخل في سوريا «الجارديان» حذّرت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس الأول، الحكومة البريطانية من الانسياق وراء الإدارة الأميركية، والتدخل عسكرياً في سوريا، مشيرة إلى أنه سيكون من الخطأ مشاركة الولايات المتحدة في قصف القواعد الجوية السورية، والذي تم الإعداد له على عجل، وسيجري في غضون أيام. واعتبرت أنه في ضوء التاريخ الحديث، يتطلب الأمر مجموعة من الظروف ليكون تدخل بريطانيا عسكرياً في الشرق الأوسط خياراً مطروحاً من جديد. ورأت أن بريطانيا ساهمت في تدمير ليبيا والعراق، وكان ذلك خطأ وقعت فيه بسبب تقبل قادتها لنبوءات مبالغ فيها بوقوع كارثة، لافتة إلى أن حجة أن مخاطر عدم التدخل أكبر بكثير من التدخل قد ظهرت من جديد في سوريا مع وقوع هجوم الغاز الكيميائي الذي شنه نظام بشار الأسد وخلّف ضحايا من الأطفال والمدنيين. وقالت الصحيفة: «إن ذبح المدنيين العزل هو تعريف للشرور في العصر الحاضر، والانتهاكات الأخيرة في الحرب الأهلية يجب أن تؤرق ضمائرنا»، مضيفة: «إن الأسد هو طاغية قاتل، واستمرار حكمه في سوريا إهانة للإنسانية». ونوّهت الصحيفة إلى أن نظام الأسد بداعميه في موسكو والمليشيات الإيرانية، وتلك الملامح المرغبة في الحرب التي طغت عليها الوحشية، دخلت عامها الثامن. واستطردت «الجارديان»: «إن ما تغير هو التركيز على استخدام الأسلحة الكيميائية، التي زعم النظام الديكتاتوري في سوريا أنه تخلص من مخزوناته منها، لكنه استخدمه لقتل الأبرياء، مع خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق بعامل أعصاب في ساليسبري، وهو ما انعكس في تصريحات السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، بأنه لا ينبغي أن يسقط مزيد من الضحايا جراء هجمات الأسلحة الكيميائية، سواء أكان ذلك في منطقة الحرب السورية، أو في بلدة بريطانية». ورأت أن الحقيقة هي أن المشاركة في ضربات جوية أو توجيه مجموعة من الصواريخ لن يكون له أثر سوى في حشد المظاهرات، لكنها لن تغير التوازن العسكري عل الأرض، ولن يبدل هجوم واحد نتيجة الحرب. ودعت الصحيفة بريطانيا إلى استبدال المواجهة الطائشة بالمنطق والشجاعة، والتأكيد على إعادة إعمار سوريا مرهونة برحيل الأسد ووقف التطهير العرقي. «فاينانشيال تايمز» شددت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس على ضرورة حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تغيير حساباته وسلوكياته السياسية، مشيرةً إلى زيادة إلحاح فرض عقوبات عليه. وقالت الصحيفة: «منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والتدخل في شرق أوكرانيا، أحكمت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة نظام العقوبات على روسيا، وبدأت باستهداف أفراد وتوسعت لتشمل عقوبات على شركات طاقة وبنوك، وقيدت تدريجياً قدرة روسيا على الوصول إلى التمويلات ورؤوس الأموال الغربية.. لكن روسيا نجحت في تقليل الأضرار وتعلمت التعايش مع العقوبات». وأضافت: «لم تعد تلك الإجراءات العقابية ذات أثر كبير على سلوكيات بوتين، بل إن الرئيس الروسي واجه النظام الليبرالي الغربي بأساليب أكثر عدوانية، فعزز تواجد بلاده في شرق أوكرانيا، وتدخل في سوريا لإنقاذ الديكتاتور بشار الأسد، بل تدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016». وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن موسكو واصلت دعمها لنظام الأسد خلال الأسبوع الجاري بعد إطلاقه هجوماً كيماوياً. وبينما تدرس الحكومات الغربية ردّها على سوريا، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة الماضي مجموعة أخرى من العقوبات المؤلمة لروسيا، ومن المرجح أن تكون أكثر إضعافاً لاقتصاد بوتين من التدابير السابقة، وقد يواجه صعوبة في التحايل عليها، حيث استهدفت العقوبات 24 مسؤولاً حكومياً ورجل أعمال روس، و14 شركة، وهو ما أدى إلى تراجع الروبل والأسهم الروسية. وتابعت: «في ضوء حالة عدم اليقين الراهنة في المناخ الجيوستراتيجي، ليس من الواضح كيف سيكون من الآمن التجارة مع جهات روسية من دون إثارة حفيظة الولايات المتحدة. «الإندبندنت» وصفت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس الأول فوز رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان» بولاية رابعة بأنه «نبأ محزن» بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن لديه حلفاء لهم نفس توجهه في كل من بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، وجميعهم يرغبون في تعطيل محاولات حمل المجر على الالتزام بمسار الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى «أوربان» رجل قومي قوي، ويبدو نسخة مصغرة من الرئيس الروسي «بوتين»، موضحةً أنه لم يتعين عليه رغم ذلك أن يتلاعب بنتائج الانتخابات، ففي حين تراجعت شعبيته بشكل كبير خارج بلاده، فإنه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة على الصعيد المحلي، إذ يهيمن نموذج سياساته المحافظة والقومية. واعتبرت «الإندبندنت» أن الأحزاب السياسية التقدمية قد تلاشت في ذلك الجزء من وسط أوروبا، وكانت المعارضة الرئيسة لأوربان من قبل مجموعة قومية أكثر تشدداً، منوّهة إلى أن الحسنة الوحيدة في الانتصار الكاسح لائتلاف «أوربان» هي هزيمة حزب أشد وضوحاً في عدائه للاتحاد الأوروبي. وألمحت الصحيفة إلى أن شعبية ائتلاف «أوربان» والحركات القومية في أوروبا تعتمد على موقفها المعادي للهجرة، فجميعها تتحدى سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وترفض اللاجئين من الحرب والمهاجرين لأسباب اقتصادية تقليدية على السواء، محذرة من أن أجندة القوميين في أوروبا هي التحدي، لكن لن يكون هناك أحد أكثر تحدياً من «أوربان»، متحصناً بتأييد شعبي جارف آخر. وأكدت الصحيفة أن الصدام بين بروكسل وبودابست يبدو محتوماً، وإن كان من المحتمل تفاديه على المدى القصير. وذكرت الصحيفة أنه في حين ترفض المجر الالتزام بالسياسة الأوروبية المتفق عليها بشأن الهجرة، مثل قبول حصص محددة من اللاجئين السوريين، من الممكن فرض عقوبات عليها من قبل 26 دولة أخرى في الاتحاد، غير أن ذلك النهج يواجه عقبات. واعتبرت أن من بين هذه العقبات أن «أوربان» وحلفاءها في الحكومات الأوروبية، وخصوصاً في إيطالياً والبرلمان الأوروبي، يمثلون «فرقة خطرة» يسرها تجاهل التزام المعاهدة الأوروبية باحترام مبدأ حرية انتقال العمالة في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وترفض رفضاً قاطعاً المشاركة في مهمة استضافة اللاجئين، وهم بذلك يبطلون «الحرية الرابعة» في الاتحاد الأوروبي بحكم الأمر الواقع، وبطريقة ربما لا تؤرق بريطانيا. وألمحت الصحيفة إلى أن من العقبات الأخرى أن المفوضية الأوروبية لا تحبذ المواجهة المباشرة، ولديها ثقافة متجذرة بشأن محاولة التوصل إلى حلول وسط، ولا ترغب في تعزيز مفهوم التفكك داخل الاتحاد في خضم ضغوط الهجرة، بينما تصطدم رغبة السيادة في المجر وفي أماكن أخرى بقواعد الاتحاد، لكن أوروبا لديها أساليبها في التخفيف من وطأة الصراع. إعداد: وائل بدران