لأول مرة منذ 18 عاماً، اعتلى رئيسٌ أميركي المنصة في المنتدى الاقتصادي العالمي. دونالد ترامب ظهر وسط قاعة مكتظة بالحضور إلى جانب مؤسِّس المنتدى كلاوس شواب، ووقف بينما أدت فرقة موسيقية سويسرية معزوفة محلية. وأخيراً، وبعد مقدمة أثنى فيها «شواب» على ترامب مشيداً باعتماده تشريعاً ضريبياً مفيداً للشركات الأميركية، ألقى الرئيس الأميركي خطاباً معتدلاً عموماً شدّد فيه على أن «أميركا أولاً» لا تعني «أميركا بمفردها»، وأن نجاح بلاده الاقتصادي هو شيء جيد لبقية العالم. وغرّد ترامب على تويتر قائلاً: «أنا عائد من يومين حافلين في دافوس السويسرية. لقد استُقبِل خطابي حول انبعاث أميركا الاقتصادي بشكل جيد. والكثير من الأشخاص الذين التقيتهم يعتزمون الاستثمار في الولايات المتحدة! لنجعل أميركا عظيمة من جديد». ولكن بعد أيام من الترقب الكبير، جاء الخطاب عادياً نوعاً ما ودون ما كان منتظراً منه، إذ في ما عدا هجوماً مبطناً على تدخل الصين الاقتصادي «المدعوم من الدولة» وانتقاداً للصحافة «القبيحة»، أثارا استهجاناً من الحضور، لم يقل ترامب شيئاً يثير الجدل. وكردِّ فعل على خطابه العنصري المفترض، قام بعض الحاضرين بالانسحاب تعبيراً عن احتجاجهم، غير أنه بشكل عام كان خطاباً أُلقي على جمهور ودي. فترامب، الذي بدا أنه قد تخلى عن نزعته القومية اليمينية المتشددة التي طبعت خطابه الكبير الأخير في أوروبا، قدّم رئاسته باعتبارها رئاسة لتحرير التجارة والأعمال وخفض الضرائب عنها. وبدا العديد من المديرين المجتمعين معجبين بكلماته. وتعليقاً على هذا الخطاب، قال دوجلاس بيترسون، المدير التنفيذي لـ«إس آند بي جلوبال» للصحافيين: «هناك تغيّر ضمني في طريقة حديثه عن التجارة»، مضيفاً: «وهذا، في نظري، هو الشيء الجيد بخصوص قدومه إلى دافوس. إنه يلتقي أشخاصاً يؤمنون بالتجارة الحرة، وقد بدأ يغيّر موقفه قليلاً»، ولكن بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لرسائل ترامب، فربما من الأفضل عدم التسرع في استخلاص كل هذه الخلاصات من ظهوره القصير الذي لم يتجاوز 15 دقيقة في المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي هذا الإطار، قال الدبلوماسي الأميركي السابق جون نيجروبونتي للصحافيين: «إنه لم تكن ثمة أي مفاجآت تقريباً»، مضيفاً: «هناك نسختان من ترامب: ترامب كاتبُ تغريدات التويتر وترامب قارئ الخطابات المعدَّة سلفاً، وهذا الذي استمعنا إليه للتو كان من النوع الأخير من دون شك». إيشان ثارور صحافي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»