«الإغلاق» وخسارة «الجمهوريين»
هل سيرضخ «الديمقراطيون» في الجولة التالية، بعد أن وافقوا على إنهاء إغلاق الحكومة؟ والإجابة بالإثبات تمثل تصوراً شائعاً وسط خبراء السياسة في الوقت الحالي، لكن هذا ليس منطقياً. فقد خسر «الجمهوريون» واحداً من رهاناتهم التشريعية بإقرار تمويل طويل الأمد لبرنامج التأمين الصحي للأطفال بينما التزموا بمعالجة كيفية إنقاذ برنامج العمل المؤجل بشأن الأطفال الوافدين الذي أقره الرئيس باراك أوباما، على الأقل في مجلس الشيوخ، ومن المؤكد أن هذا ليس أكثر بكثير مما كان لدى «الديمقراطيين» يوم الجمعة قبل إغلاق الحكومة لكنه أفضل من لا شيء.
لكن في الجانب الآخر لم يحصل «الجمهوريون» على أي شيء. وتذكروا أن الحزب «الجمهوري» يريد أن يمول الحكومة لما بقي من العام المالي. ويفضل «الجمهوريون» تمويل الحكومة وفق شروطهم، لكنهم يقبلون أيضاً حلاً وسطاً يمضي بهم إلى تحقيق قائمة أولوياتهم، وهذا يعطي «الديمقراطيين» ورقة ضغط. ويخسر «الجمهوريون» الزخم في كل مرة يريدون فيها إقرار الميزانية، وهذا يكفي لإلحاق الهزيمة بتمديد الإنفاق عن طريق الإجراءات المعرقلة، لكنه ليس كافياً لإعطاء «الديمقراطيين» القوة المتزايدة التي كان من الممكن أن يوفرها لهم تصويت الأغلبية.
وما لم يتغير شيء وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة للهجرة، كما هو محتمل دون برنامج العمل المؤجل بشأن الأطفال الوافدين، أو اتفاق عام للإنفاق، سيحتاج «الجمهوريون» إلى مشروع قانون آخر لتمديد عملية الإنفاق، وأعضاء مجلس الشيوخ الذين ضاق صبرهم من سلسلة مشروعات تمديد الإنفاق سيضيق صبرهم أكثر.
والواقع أن المجهول أكثر من المعلوم في هذه المرحلة. والأسئلة كثيرة؛ فهل ستظل إجراءات التمويل المؤقت تخسر الدعم في مجلس الشيوخ؟ وإذا توصل مجلس الشيوخ إلى حل وسط بين الحزبين بشأن الهجرة وإجمالي الإنفاق أو كليهما، فهل سيتبعه مجلس النواب؟ أي هل سيكون «بول راين» رئيس مجلس النواب مستعداً، لأن يطرح في المجلس مشروع قانون يعارضه تكتل الحرية بشدة؟
وفي نهاية المطاف، فإن إغلاق الحكومة الذي انتهى يوم الاثنين الماضي ما كان يجب أن يحدث والجميع يتحمل المسؤولية، لكنني أجد صعوبة في أن أرى أن «الديمقراطيين» أسوأ حالاً مما كانوا عليه قبل الإغلاق.
جوناثان بيرنشتاين: أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»