يوجه عملية التنمية والبناء الاجتماعي والانساني في الظفرة شخص استثنائي تجمعت لديه خبرات من مختلف مشارب الحياة لتصب عطاءً للمواطن. إنه الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان. مرونة التحول من دبلوماسي محترف عمل وكيلاً لوزارة الخارجية لخمسة أعوام ثم وزير دولة للشؤون الخارجية لأكثر من 15 سنة، إلى الدبلوماسية الشعبية تكشف إلى حد كبير الطريقة التي يفكر بها القادة الإماراتيون عن دورهم في المجتمع. فكل الإمكانات الشخصية والوطنية تسخّر لخدمة المواطن الإماراتي. ولقد قام سموه بدور مهم وجهود كبيرة سواءً على المستوى الشخصي أو المهني لتقديم يد العون للمجتمع في سبيل خدمة المبادرات الاجتماعية والثقافية والإنسانية، وكان لسموه الأثر الكبير في تحقيق الأهداف للوصول إلى الهدف الأساسي المتمثل في خدمة الإنسان وتعمير الأرض، فجهوده وإشرافه على الخطط والبرامج ساهمت في الارتقاء بمنطقة الظفرة. عندما كُلّف الشيخ حمدان بمسؤولية ممثل الحاكم في منطقة الظفرة عام 2009، توافد "سفراء" القبائل للسلام عليه في مدينة زايد، والتعبير عن الامتنان من تعيين أحد أبناء مؤسس الدولة الحديثة الراحل الشيخ زايد في هذه البقعة الحيوية من أرض أبوظبي والإمارات. بتولي الشيخ حمدان منصبه في منطقة الظفرة، صار التعليم محوراً أساسياً في البنية الإدارية والاجتماعية في المنطقة. خلال سنوات قليلة زاد عدد المدارس والمؤسسات التعليمية العليا بالاضافة إلى المعاهد التقنية والإدارات التدريبية. مجمع "بينونة" التعليمي في مدينة زايد على سبيل المثال هو الشاهد الأبرز على تسارع الأداء في القطاع التعليمي بقدرته على استقطاب 3500 طالب وطالبة في مختلف التخصصات الهندسية والتقنية والإدارية. إذا مررت بمنطقة المرفأ مثلاً، ستجد أن المدرسة الثانوية هي المبنى الأكبر في المجمع السكني المقام هناك. مواصفات المبنى توحي بأنها جامعة أكثر منها مدرسة ثانوية. نفس الشيء يُقال عن الرويس وغياثي وليوا. المنشآت الحيوية التي تتوسع يوماً بعد آخر في منطقة الظفرة تحتاج إلى هؤلاء المتعلمين والمتدربين. صار طبيعياً أن يكون الشخص المناوب في منشأة نفطية حيوية من المواطنين الإماراتيين. التعليم هو ما يفتح الباب إلى هذه التحولات العميقة في بنية العمل ونحو التطور. يحدثك أهل منطقة الظفرة عن المتابعة الدؤوبة للشيخ حمدان لمشاريع الإسكان والبنية التحتية الخدمية. الإدارات الحكومية في المنطقة مثال لاستخدام التقنيات الحديثة وأساليب الإدارة المعاصرة في التعامل مع شؤون المواطنين. المستشفيات بمواصفات عالمية. الخدمات البلدية تنشأ على الأرض استباقاً للتطوير العقاري. الأهم في كل هذا هو أن الأمور تسير كعقارب الساعة، ثمة تنظيم عالٍ للأداء يتابع بصرامة إدارية لا تحتمل الأخذ والرد. وفوق كل هذا وذاك، فإن ابن منطقة الظفرة يعرف أن مجلس الشيخ حمدان يبقى مفتوحا له متى أراد وأنه سيجد أذنا صاغية. محورية منطقة الظفرة جعلت تطوير شبكات النقل فيها من الضروريات. والمشاريع التي أطلقت حديثاً أعادت تشكيل حركة الناقلات المارة في منطقة الظفرة، والتي تربط موانئ الإمارات الكبرى مثل ميناء خليفة وميناء جبل علي ببقية دول الخليج. تم اختصار المسافات وتوسيع الطرقات الحديثة أصلا. منطقة الظفرة ستكون قريباً نقطة التفرع الرئيسة في شبكة قطارات الاتحاد العملاقة، التي تمتد من جنوب الجزيرة العربية وصولاً إلى شمالها مروراً بكل المشاريع الحيوية على الخليج. لكن مشاريع منطقة الظفرة ليست كلها تراثاً أو صناعات ثقيلة. هناك، إلى جانب كل هذه الجدية، مجالات ترويحية. مهرجانات مثل مهرجان الرياضات البحرية، أو التحدي على كثبان "تل مرعب"، صارت جزءاً من الحياة اليومية لأهل منطقة الظفرة، وللوافدين والسياح على السواء. صقارو منطقة الظفرة وجدوا بينهم الشيخ حمدان صياداً ماهرا بالصقور. الاهتمام بمشاريع منطقة الظفرة ومتابعة العمل هناك والتواصل مع الناس على مدار الساعة، لم تمنع الشيخ حمدان من اهتمامين أساسيين رافقاه منذ بداياته: العمل الانساني والبيئة. الشيخ حمدان رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، المؤسسة المعنية بتقديم الدعم والمساندة للمنكوبين في أنحاء العالم. المخيمات التي تشيدها للاجئين من الحروب والأزمات هي الأفضل عالمياً. والمتابعة اليومية توفر للاجئين والمنكوبين سبل العيش بكرامة مهما طال الوقت. الإماراتيون لا يتخلون عن التزاماتهم الإنسانية مهما كانت الأسباب والضغوط على الأرض. الحروب في العراق وغزة واليمن وأفغانستان ما كانت لتمنعهم مما يعتقدونه مسؤولية أخلاقية. المخيمات والعمل الإغاثي ليسا أكلاً وشرباً ودفئاً فقط، بل تعليم وصحة وفرص عمل. أما الحس البيئي، فهو شيء لافت في بيئة الصحراء القاحلة. وثمة إدراك بأن ما يختفي من مكونات الطبيعة البرية قد لا يمكن استرجاعه بسهولة، أو لا يمكن استرجاعه أصلاً. لهذا تجد الشيخ حمدان يردد أمام الآخرين ما تعلمه من حكمة الراحل الشيخ زايد عن الحفاظ على الطبيعة الفطرية، بزرعها وحيواناتها وتوازنها. التنمية ليست مشروعاً للانتقام من الطبيعة. وأنت تتجه من أبوظبي نحو منطقة الظفرة ستلاحظ أن فِرق العمل مقسمة بين عمال يوسعون الطريق الرئيس، الذي يتجه نحو معبر "السلع"، ومزارعين يزرعون النخيل والأشجار المقاومة للجفاف على حافة الطريق. الخضرة على جانبي الطريق ووسطه كانت حاضرة حتى قبل اكتمال رصف الأسفلت. وفسائل النخيل التي تجد الرعاية في منطقة الظفرة ويُحتفى بها من خلال مهرجان، هي مشروع الخضرة على الطرقات والمنازل والغابات. واتسم سموه أيضاً باهتمامه بزيارة المواطنين في منازلهم، ومشاركاتهم مختلف مناسباتهم، وكثيراً ما نراه ملبياً لدعوة أحد المواطنين، وبكل اللهفة والصدور المفتوحة والقلوب العامرة بالحب والولاء والاعتزاز يستقبله المواطنون شيبا وشبانا، ويتوسطهم في جلسته أو يتناول معهم الطعام ويتبادل الحديث حول أمورهم. رجل الدبلوماسية والبناء هو رجل التضحية من أجل الوطن. ابنه شارك في معارك إعادة الحق لأصحابه وأصيب وهو في الصفوف الأولى من خطوط الدفاع المتقدمة عن الوطن. إنها رسالة المصير المشترك بين القيادة والشعب.. سمو الإنسانية حفظك الله وسدد خطاك.