اختتم الجمهوريون الجلسة الأولى من دورة الكونجرس 115 تاركين قدراً كبيراً من العمل لم يتم إنجازه. وهذا العمل قد يشغلهم حتى مارس إذا مددوا الموعد النهائي لتمويل الحكومة إلى 19 يناير. لكن كيف سيعملون حين يتناولون عمل هذا العام؟ فيما يلي الدروس المستفادة من عام 2017 والتي قد تحدد شكل العمل في الدورة الجديدة للكونجرس. لقد فصل الجمهوريون بين التوافق والميزانية، ولم يهملوا تماماً عملية الميزانية العادية للعام المالي للموافقة على قرارات «ميزانية» تؤدي إلى مشروعات قوانين توافقية. وأقروا العام الماضي بالفعل مشروعي قانون خاصين بالميزانية أحدهما يمكنهم من التوافق من أجل مشروع قانون للرعاية الصحية ومشروع قانون للضرائب، لكنهم لم يستطيعوا التوصل إلى طريقة للتعامل مع الإنفاق الحكومي الاعتيادي حتى الآن. وتبين أن وجود شيء يُطلق عليه قرار الميزانية، وهو من ابتكار تشريع يطلق عليه قانون الميزانية، لا يعني أنه يتضمن بالفعل ميزانية يستخدمها الكونجرس من ثم ليخصص أموالاً للإنفاق. وكثير من خبراء الميزانية يشكون من هذا الابتكار لكني لا أعترض باعتباري نصيراً منذ فترة طويلة للإبقاء على إجراءات عرقلة مشروعات القوانين مع السماح لأغلبيات الأحزاب بأن تعمل على إبراز أولوياتها. ولا بأس لدي مع تطوير التوافق الذي مازال مقيداً بشدة بإجراءات مجلس الشيوخ الأخرى. وبعبارة عملية، فإن هذا يعني أن الجمهوريين سيتوقفون على الأرجح عن محاولة الموافقة على قرار بشأن «ميزانية» حتى يروا كيف سيكون مشروع قانونهم الكبير للعام الجديد ثم يقرون مشروع قانون توافقي يسعى إلى إقرار مشروع قانونهم الكبير ذلك. والجمهوريون الذين واجهوا في نهاية المطاف مشكلات كبيرة مع واحد من مشروعات القوانين التوافقية في عام 2017 لم يحاولوا القضاء عليه بالقضاء على قرار الميزانية. والجمهوريون لن يسمحوا للتفاصيل أن توقفهم، ولا حتى التفاصيل المهمة. فقد كانوا مستعدين لدعم تشريع الرعاية الصحية وتشريع الضرائب اللذين كانا سيئا الصياغة بشكل استثنائي. وهذا لم يكن محل جدل حزبي فجميع الخبراء فعليا، بمن فيهم من أيد الاتجاه العام لمشروعات القوانين، متفقون على ذلك. وجماعات المصالح المؤيدة للجمهوريين لا تبالي فيما يبدو كثيراً بالأمر. وهذا يجعل إقرار إصلاح مشروع ميديكير ومشروع قانون البنية التحتية أسهل على الأرجح، لكن من الأقل ترجيحا أن يجري العمل كما كان مطلوباً. والجمهوريون لا يبالون حقاً بما يقوله ترامب. فرغم أنهم يقولون عادة كلاماً لطيفاً عنه، لكنهم في الكونجرس أنفقوا عام 2017 في تجاهل أولوياته وركزوا بالمقابل على ما يريدون فعله مفترضين أنه سيوقع على أي قرار يضعونه أمامه على المكتب. وهذا لا يعني أن وعود الرئيس بشأن بناء جدار على الحدود والبنية التحتية وإعادة النظر في اتفاقات التجارة.. كل ذلك قد قُضي عليه، فهناك بعض الجمهوريين الذين يؤيدون هذه الأفكار. وبغض النظر عن قوة ترامب من ضعفه، فقد واجه حتى الرؤساء الأقوياء مشكلات في تنفيذ إرادتهم عبر الكونجرس. ولا يهتم الجمهوريون بالمرة بالتعاون بين الحزبين. صحيح أن أعضاء منفردين منهم ربما كانوا راغبين في العمل مع الديمقراطيين، لكن الزعماء الجمهوريين سيعملون مع الحزب الآخر فقط حين لا يكون أمامهم خيار. وحين يكون لديهم خيار، يفضل الجمهوريون فيما يبدو الفشل التام على النجاح بالتعاون مع الديمقراطيين. ولا يرغبون أيضاً في محاولات تعاون حزبي كما فعل الديمقراطيون في الرعاية الصحية عام 2009. والديمقراطيون سيخبرونك بأنهم تقبلوا أكثر من مجرد تقديم مذكرات بشأن برنامج أوباماكير حيث إنهم في الواقع قبلوا تعديلات الجمهوريين على مشروع القانون. والديمقراطيون كانوا حزبيين تماماً في اختيار قائمة أولوياتهم لكنهم كانوا أكثر اهتماماً، من الجمهوريين في عام 2017، بالعثور على أصوات الجمهوريين كما فعلوا في خطة التحفيز الاقتصادي وقانون دود-فرانك. وأغلبية الحزب الجمهوري أصغر وبالتالي طموحاتهم أصغر. وربما لن يتوافر للجمهوريين في مجلس الشيوخ البالغ عددهم 51 عضواً الأصوات الكافية لإقرار تشريع كبير. ومن شبه المؤكد أن بعض الأعضاء سيغيرون سلوكهم في انتخابات هذا العام. وقد يغيرون أيضاً تفضيلاتهم على مدار العام اعتماداً على الانتخابات التمهيدية في الولايات، مع احتمال أن تتحرر مجموعة متزايدة من الأعضاء الجمهوريين المتقاعدين من القيود الانتخابية نهائياً. وإذا كان لي أن أخمن فيمكنني القول إننا سنشهد مجموعة من الإجراءات الصغيرة المريحة التي تمر عبر مجلسي الكونجرس. ثم إذا اعتقدوا أن هذه ستكون آخر حكومة موحدة للجمهوريين لفترة من الوقت، فإن بعض الفاعلين في الحزب سيجادلون عن سبب عدم استغلالها. جوناثان بيرنستين* ---------------------------- *كاتب ومحلل سياسي أميركي -------------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»