بعد عام مليء بالاستفزازات النووية التي أثارت مخاوف اندلاع حرب مدمرة في شمال شرق آسيا، بدأ زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون» عام 2018 برسالة متفائلة. فقد مثلت دعوته لإجراء محادثات لضمان نجاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المقررة إقامتها في كوريا الجنوبية الشهر القادم، وتحسين العلاقات الشاملة بين الكوريتين، تحولاً تكتيكياً بالنسبة لنظام سبق أن رفض أي عروض من «سيؤول» لإجراء حوار. وسرعان ما رحب الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي - ان» بهذه الخطوة، وقال إنه سينسق مع المجتمع الدولي لإجراء محادثات سلام. وكان خطاب كيم بمناسبة رأس السنة الميلادية أوضح عرضاً واعداً للسلام مع كوريا الشمالية منذ أن تولى الرئيس ترامب السلطة وبدأ في تصعيد الضغط من خلال زيادة العقوبات والتهديد بالحرب، بيد أن هذا يعد اختبارا لقوة التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والذي شابه التوتر العام الماضي حول أفضل طريقة لوقف التهديد النووي لكوريا الشمالية. وبينما قال الرئيس مون، إن بلاده ستجري محادثات من دون شروط مسبقة، ذكرت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً أنها لا تستطيع التحدث مباشرة مع كوريا الشمالية حتى تعلن استعدادها للتخلص من الأسلحة النووية. وأراد كيم بقوله، إن «الزر» النووي دائماً على مكتبه، إظهار أن أسلحة بلاده يمكن نشرها الآن حتى وإن كانت هناك شكوك، وفقاً لـ«كو يو- هوان»، أستاذ الدراسات الكورية بجامعة دونجوك. والذي أضاف: «يبدو أن كيم يخشى إجراء مزيد من الاختبارات الصاروخية، إذ قد تدفع الولايات المتحدة لاتخاذ خيار عسكري». وتقدم دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، التي ستقام على بعد 50 ميلاً من حدود كوريا الشمالية، فرصة مناسبة للحد من التوترات. وذكر معهد استراتيجية الأمن القومي، التابع لمخابرات كوريا الجنوبية، أن الشطر الشمالي ربما يبحث خلال المحادثات عن تنازلات أخرى للمشاركة في الألعاب الأوليمبية، مثل رفع العقوبات واستئناف التعاون الاقتصادي وتقديم مساعدات إنسانية. كانجا كون* *كاتب متخصص في الشؤون الكورية ---------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»