تعزيز التحالف الأميركي- الياباني.. وبوتين يطمح في تطوير أقصى الشرق الروسي «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «الدور الروسي في تأمين الرخاء الآسيوي»، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن روسيا تهتم بمنتدى التعاون الاقتصادي في دول آسيا والمحيط الهادئ، الذي التأمت قمته السنوية هذا الأسبوع بمدينة «دانناج» الفيتنامية. المنتدى يطرح فرصاً للمشاركين كي ينخرطوا في نقاشات حول المسائل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، وتكافح الدول الأعضاء من أجل تعزيز التعاون بينها القائم على تفاهمات مشتركة والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بغص النظر عن المشهد السياسي، وهو ما يصفه الرئيس الروسي بروح الشراكة التي يتمتع بها المنتدى. ويرى بوتين أن روسيا بحكم أنها قوة «أوراسية كبرى» فإنه يمكن التعويل عليها في ضمان مستقبل ناجح لمنطقة آسيا المطلة على المحيط الهادئ، وفي تعزيز النمو الشامل والمستدام. ويقول الرئيس الروسي إننا نؤمن بأهمية التكامل الاقتصادي الفعال القائم على مبادئ الانفتاح والمنافع المتبادلة وفق المعايير الواردة في منظمة التجارة العالمية، التي يراها الوسيلة الأساسية للالتزام بهذه المبادئ. ويدعم الرئيس الروسي فكرة تدشين منطقة تجارة حرة في آسيا ودول المحيط الهادي، والتي تصب في مصلحة روسيا، وتضمن لها فرصة لتعزيز حضورها في أسواق صاعدة سريعة النمو. ويشير بوتين إلى أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت زيادة في حصة دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) من إجمالي التجارة الخارجية الروسية، حيث ازدادت واردات روسيا من دول المجموعة لتصبح 31? بدلاً من 23?، ونمت صادرات روسيا إلى المجموعة من 17? من إجمالي تجارة روسيا الخارجية إلى 24?. ويرى الرئيس الروسي أنه يمكن استثمار تجربة بلاده في إبرام اتفاقيات للتكامل الاقتصادي بين دول منطقة «أبيك» ومنطقة أوراسيا التي تشمل الاتحاد الاقتصادي بين روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان. الاتحاد تطور ونما بسرعة، وتأمل روسيا في بناء علاقات من هذا النوع مع دول أخرى، وكانت فيتنام التي تستضيف الآن قمة «أبيك» من أولى الدول التي وقعت اتفاقاً للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والنتيجة ظهرت بوضوح في نمو التجارة بين الطرفين، وتنوع منتجاتها. كما أن هناك محادثات يتم إجراؤها مع الصين للانضمام إلى الاتحاد الأوراسي، وهناك مفاوضات بدأت بالفعل مع سنغافورة، ويعمل الاتحاد الأوراسي الآن على إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة مع دولة رابطة «الآسيان». ولدى الرئيس الروسي قناعة بإمكانية تدشين شراكة أوراسية كبرى تتكون من الاتحاد الأوراسي ومبادرة الحزام والطريق الصينية. وحسب بوتين، فإن التطوير الشامل لقطاع البنى التحتية بما فيها المواصلات والاتصالات والطاقة يمكن اعتبارها قاعدة للتكامل الفعال. الآن روسيا تطور موانئها ومنافذها البرية والبحرية والجوية في أقصى الشرق الروسي، وتدشن هناك خطوطا لنقل الغاز والنفط. ويؤكد بوتين التزام بلاده بتنفيذ مشروعات ثنائية ومتعددة الأطراف للربط بين الاقتصاد الروسي والأسواق، خاصة سوق الطاقة الذي يضم روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، وخطوط المواصلات التي تربط بين سخالين الروسية ومنطقة هوكايدو اليابانية. ويأمل الرئيس الروسي في أن يتحقق التكامل بين الشرق الروسي الأقصى وبين شبكة واسعة النطاق من الدول الواقعة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، ما يعني تحقيق التكامل بين المشروعات الروسية وسلسلة من خطوط الإنتاج العالمية. ويؤكد بوتين أن تطوير الشرق الروسي الأقصى أولوية وطنية لبلاده خلال القرن الحادي والعشرين. «جابان تايمز» تحت عنوان «موقف ياباني- أميركي مشترك ضد كوريا الشمالية»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية يوم الاثنين قبل الماضي، افتتاحية استنتجت خلالها أن القمة التي انعقدت بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأميركي دونالد ترامب أظهرت متانة التحالف الأميركي- الياباني في مواجهة التهديدات الأمنية الكورية الشمالية وأيضاً قوة العلاقة بين ترامب وآبي. الزعيمان أكدا استراتيجيتهما المشتركة المتمثلة في تكثيف الضغوط الدولية على نظام بيونج يانج كي يتخلى عن أسلحته النووية وبرامجه الخاصة بالصواريخ البالستية، وأيضاً محاولة نزع فتيل التوترات الإقليمية التي تؤججها كوريا الشمالية، وضمن هذا الإطار، أدرج ترامب التعاون الصيني والروسي من أجل استطلاع أفق الحل الدبلوماسي لأزمة بيونج يانج النووية. اليابان كانت المحطة الأولى في جولة ترامب الآسيوية، التي تواصلت على مدى 12 يوماً واللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء الياباني والرئيس الأميركي هو الخامس منذ وصول ترامب للحكم. ولدى «آبي» قناعة بأن تمتين علاقته الشخصية مع الرئيس الأميركي تساهم في تعزيز التحالف الأمني بين واشنطن وطوكيو، وهو تحالف يكبح جماح التهديد الكوري الشمالي، ويحد من التنمر البحري الصيني. وخلال الزيارة قال ترامب: إنه لا يعتقد أن علاقات بلاده باليابان كانت يوماً ما أقوى مما هي عليه الآن. «يوميري تشيمبيون» بعبارة «اختبار قدرة ترامب على تنفيذ استراتيجية بلاده في آسيا»، نشرت «يوميري تشيمبيون» اليابانية يوم السبت الماضي، افتتاحية، استهلتها بالقول إن الرئيس الأميركي عبر عن رغبته في تعزيز انخراط الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأيضا التعاون مع اليابان من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي. لكن هناك من يحث البلدين على تحويل نواياهما إلى مبادرة عملية على أرض الواقع. ترامب أدلى بخطاب أثناء قمة «آبيك» في فيتنام، امتدح خلاله جهود الدول الآسيوية في مجال التحول الديمقراطي وحكم القانون والتنمية الاقتصادية، وعبر ترامب عن رغبة بلاده في تقوية العلاقات التجارية مع جميع البلدان المطلة على المحيطين الهندي والهادئ، أملاً في تحقيق الأمن والرخاء. الصحيفة استرجعت تصريحاً ورد العام الماضي على لسان رئيس الوزراء الياباني رسم خلاله إطاراً لما أسماه «استراتيجية حرية ومنفحتة لمنطقتي المحيط الهندي والهادئ»، وبدا واضحاً أن تصريحات ترامب تتقاطع مع تصريح «آبي»، وهذه هي المرة الأولى التي يتطرق فيها ترامب لدبلوماسية قائمة على المبادئ. المنطقتان تضم دولاً من آسيا وأفريقيا، وتتمحور الاستراتيجية اليابانية حول التعاون بين أربع دول هي اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا، أملاً في تحقيق الاستقرار والرخاء، وتتضمن الاستراتيجية دول رابطة «الآسيان».