الالتزام الأميركي في أفريقيا.. والتكامل بين الصين وروسيا جابان تايمز «تهديد متزايد في أفريقيا». تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «جابان تايمز» اليابانية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، وقد أفردتها للتعليق على مقتل أربعة جنود أميركيين في النيجر في الرابع من أكتوبر المنصرم، وهو ما أثار، حسب الصحيفة، ثلاث قضايا جدالية. الأولى قضية داخلية تتعلق بإجراء الرئيس الأميركي اتصالات مع عائلات الجنود القتلى في الحرب من أجل تقديم التعازي. والثانية تتعلق بمهمة وقدرات الجنود الذين تم إرسالهم إلى هناك. أما الثالثة، فتتعلق بوجود قوات أميركية في أفريقيا بشكل عام. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن أعضاء الكونجرس المكلفين بمراقبة العمليات العسكرية عبّروا عن تفاجئهم إزاء التقارير التي أفادت بمشاركة الجيش الأميركي في النيجر، مذكّرة بأن الولايات المتحدة كانت أنشأت «القيادة الأفريقية» في 2007 من أجل العمل عن كثب مع الجيوش الأفريقية لمحاربة التهديد الإرهابي المتزايد. ومع أنها تتوق للحصول على المساعدة الأميركية، تقول الصحيفة، إلا أن العديد من تلك الحكومات حذرة وقلقة بشأن استضافة وجود عسكري أميركي واضح. والنتيجة: جهد لبناء القدرات وتشجيع حلول إقليمية لمشاكل القارة، حيث تقوم القوات الأميركية بتوفير التدريبات والمساعدات للدول الأفريقية، إلى جانب بعض مهام المراقبة والاستطلاع. ووفق الصحيفة، فإن القوات الأميركية تقوم بعمليات في النيجر منذ أكثر من عقدين، وفي 2008، تم إنشاء قوة مشتركة للعمليات الخاصة. وبعد ثلاث سنوات، أنشأت القوات الأميركية والفرنسية قوة لمحاربة الإرهاب هناك يقودها الفرنسيون. وحالياً هناك 800 جندي أميركي في النيجر، وهم جزء من الـ6 آلاف جندي أميركي المنتشرون في 53 بلداً في القارة السمراء. وتقول الصحيفة إن ازدياد الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا جاء بسبب تنامي تهديد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في شمال غرب القارة، مضيفة أن العديد من البلدان الأفريقية فقيرة والحكومات فيها ضعيفة، وهي ظروف مثالية وبيئة خصبة لإنتاج مثل تلك التنظيمات. كما أن الحدود أيضاً غير محروسة أو مؤمّنة بالقدر الكافي، وهو ما يسمح للمتطرفين بالتنقل بسهولة، وبالتالي الفرار من السلطات عندما يطارَدون، وكذلك تجنيد الأتباع. والنتيجة: بيئة مواتية لحركات التمرد. ذلك أن تنظيم «بوكو حرام»، الذي يُعد واحداً من أخطر التنظيمات في المنطقة، ينشط في نيجيريا، إلى الجنوب من النيجر، كما يسيطر أيضاً إرهابيون أعلنوا ولاءهم لـ«القاعدة» على أجزاء من دولة مالي، جارة النيجر الغربي. وإضافة إلى ذلك، فإن «القاعدة» ومجموعات تابعة لـ«داعش» في ليبيا -جار النيجر الشمالي- ازدادت خطورة بعد انهيار «داعش» في العراق وسوريا. ذا هيندو ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، علّقت صحيفة «ذا هيندو» الهندية على انسحاب بوروندي من المحكمة الجنائية الدولية لتصبح بذلك أول دولة تنسحب من هذه المحكمة، مشيرة إلى أن قرار بوروندي الانسحاب من المحكمة من المرجح أن يجد صدى له في دول أفريقية أخرى لطالما اشتكى زعماؤها مما يعتبرونه استهدافاً لهم من قبل هذه المؤسسة القضائية الدولية. ولكنها أضافت أن العراقيل التي تواجهها المحكمة في لاهاي حين يتعلق الأمر بمحاسبة قوى عالمية كبيرة عن انتهاكات لحقوق الإنسان لا تنفي تواطؤ بعض الزعماء المستبدين في المنطقة في تخريب المؤسسات الديمقراطية من أجل الإبقاء على قبضتهم على السلطة. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أنه في سبتمبر الماضي، كانت لجنة أممية مكلفة بالتحقيق في أعمال العنف التي ارتكبت في بوروندي قد أوصت بتحقيق جنائي من قبل المحكمة. ثم دعمت اللجنةُ الأدلة التي جمعتها لجنةُ كشف الحقائق، التي أشارت إلى وجود حوادث اعتداء جنسي وتعذيب واختفاء قسري وإعدامات جماعية على نطاق واسع. كما يقال أيضاً إن عدد اللاجئين الذين فروا إلى البلدان المجاورة يتعدى 400 ألف شخص. كل هذه الفظاعات أطلقتها الاحتجاجاتُ في تلك الدولة الأفريقية الصغيرة، الواقعة في منطقة البحيرات العظمى بشرق القارة، ضد تمسك النظام بالسلطة، تقول الصحيفة. فقد فاز الرئيس نكورونزيزا بولاية ثالثة في 2015، في خرق لبند في اتفاق السلام لعام 2003، رغم مقاطعة المعارضة، رافضاً البند الذي ينص على ولايتين رئاسيتين فقط كحد أقصى، قائلاً إن ولايته الأولى يجب ألا تحتسب لأنه انتُخب من قبل البرلمان وليس من خلال تصويت شعبي. وحسب الصحيفة، فإن المثير للقلق هو المزاج السائد عبر الاتحاد الأفريقي لتحدي «اتفاقية روما»، وهي الاتفاقية المؤسِّسة للمحكمة الجنائية الدولية. ذلك أن الرأي السائد بين العديد من زعماء المنطقة هو أنه لما كانت معظم تحقيقات المحكمة تدور حول حكومات أفريقية، فإن المحكمة منحازة ضد القارة. غير أن الصحيفة ترى أن هذه المقولات ربما لا تروق لشعوب القارة، مضيفة أن النظام البوروندي قد لا يستطيع التهرب من المحكمة، وذلك على اعتبار أن مجلس الأمن الدولي لديه السلطة، بمقتضى «اتفاقية روما»، ليحيل على المحكمة شكاوى ضد دول غير أعضاء. تشاينا دايلي صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس على الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إلى الصين هذا الأسبوع، زيارة قالت إنها جاءت لتعزز أكثر «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين بفضل تعاونهما الوثيق في العديد من المجالات. وترى أن حقيقة اللقاء بين ميدفيديف ورئيس الوزراء الصيني لي كيكيانج الثلاثاء، وعقدهما للاجتماع الدوري لرئيسي الوزراء الصيني- الروسي الثاني والعشرين الأربعاء، يُعد الأولَ من نوعه منذ المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، إنما تعكس قوة ومتانة الروابط التي تجمع البلدين. وتقول الصحيفة إن اقتصادي البلدين يكمّلان بعضهما بعضاً، وذلك على اعتبار أن الصين برأسمالها وسوقها وقدراتها في الصناعة وإنشاء البنى التحتية تستطيع أن تلبي احتياجات التنمية الروسية، وفي المقابل، فإن تكنولوجيا روسيا المتقدمة ومواردها الطبيعية والبشرية هي ما تحتاجه الصين لتطوير اقتصادها. وعلاوة على ذلك، تتابع الصحيفة، فإن استراتيجية التنمية الروسية تنسجم مع نظيرتها الصينية، وهو ما يتجسد في تناغم تطوير الصين لمنطقتها الشمالية الشرقية مع تطوير روسيا لشرقها الأقصى، وهو ما يفسر لماذا دعمت روسيا «مبادرة الحزام والطريق» الروسية منذ البداية. وإلى ذلك، تقول الصحيفة إن العلاقات الثنائية الجيدة سهّلت أيضاً على الجانبين التوصل لتوافق بشأن طيف واسع من المواضع الدولية، ذات التأثير على الوضع العالمي العام. وفضلًا عن ذلك، فهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، وعضوان في مجموعة العشرين، وفي مجموعة «البريكس»، وفي منظمة شنغهاي للتعاون، تقول الصحيفة، وجهودهما المشتركة تضطلع بدور مهم في الحفاظ على الاستقرار السياسي للعالم. إعداد: محمد وقيف