الصحافة الدولية
جبل مانتاب ضحية تجارب بيونج يانج النووية.. وطفرة في سكان كندا الأصليين
«سيدني مونينج هيرالد»
تحت عنوان «هل نحن في عصر غير مسبوق لجهة عدم الاستقرار أم نمر بمرحلة سيتجاهلها التاريخ؟»، نشرت «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية، أمس، مقالاً لـ«توم سويتزر»، متسائلاً عما إذا كان المشهد الإقليمي الراهن أكثر تقلباً بالمقارنة بأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي؟، أي الفترة التي كانت القيادات السابقة في أستراليا تناضل ضد الاستعمار والشيوعية وتنامي النعرات القومية في القارة الآسيوية. الكاتب، وهو المدير التنفيذي لـ«مركز الدراسات المستقلة» في أستراليا، يرى أنه غالباً ما نسمع انتقادات وإصراراً من الساسة على أن ما نعيشه يعد تطوراً غير مسبوق، فهل العالم الراهن يمر بمرحلة لا يمكن التنبؤ بها، وحسب الكاتب، لا يستطيع الناس وضع الأحداث في سياق تاريخي أوسع، وهو ما يسميه «جون أندرسون»، الفليسوف الأسترالي والأستاذ بجامعة سيدني، «ضيق الأفق الذي يتسم به الحاضر». وينوه الكاتب إلى ما يسميه «ورقة بيضاء» في السياسة الخارجية، قد تفصح عنها الحكومة الأسترالية في أي وقت، ومن الإنصاف أن يراهن معدو الورقة على كون السياسات العالمية الراهنة هي الأكثر تقلباً في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يتراكم ما يسميه الكاتب بـ«سُحب الاضطراب التي يشوبها حالة من عدم التأكد»، وضمن هذا الإطار، يتحدث مالكولم تورنبول رئيس الوزراء الأسترالي عن تطورات محددة مثل صعود الصين، وانتشار إرهاب الحركات الدينية المتطرفة، والتنمر النووي الذي تنتهجه كوريا الشمالية، وما يسميه بالدمار الخلاق للاقتصاد الرقمي العالمي، وإعادة ظهور الشعبوية التي رأيناها بوضوح في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب الأميركيين للرئيس دونالد ترامب. لكن هل هذا كله معناه أننا نعيش فترة غير مسبوقة؟ هل المرحلة الراهنة أكثر اضطراباً بالمقارنة بحقبة ستينيات القرن الماضي عندما كانت منطقة جنوب شرق آسيا الأكثر اضطراباً وعنفاً في العالم؟ وماذا عن عالم الحرب الباردة، حيث كانت البشرية على حافة الكارثة النووية؟ وماذا أيضاً عن انسحاب بريطانيا في أواخر ستينيات القرن الماضي من شرق السويس؟، وماذا عن تحذير الرئيس ريتشارد نيكسون لحلفاء الولايات المتحدة بأن يتحملوا المسؤولية الأمنية بالمال والعناصر البشرية؟ الأحداث التي تضمنتها التساؤلات السابقة اعتبرها المؤرخ «جيمس كوراتن» سبباً في إشاعة حالة من القلق في أستراليا. ويقول الكاتب: لنتذكر جيداً الأحداث التي وقعت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث انهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفييتي، وظهور مصطلح «نهاية التاريخ. وهل أجواء عدم التأكد مطلع الألفية الثالثة، والتي شهدت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية وهجمات بالي، كانت قد دشنت لبداية مرحلة جديدة؟ الإجابة تكمن، حسب الكاتب، في أن الأحداث التي شهدناها سابقاً لن تتكرر، أي أن العالم لا يظل أبداً على حالة.
«جابان تايمز»
بعبارة «لا تستخفوا بإخفاقات كوريا الشمالية»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية يوم الأربعاء الماضي، افتتاحية، استنتجت خلالها أن كوريا الشمالية تشكل تهديداً متعدد الأوجه لجيرانها، وفي السنوات الأخيرة تم التركيز على التهديدات المتعلقة بما لديها من برنامج تطوير الأسلحة النووية وبرامج إنتاج الصواريخ الباليستية التي تجعل كوريا الشمالية قادرة على تهديد واستهداف مناطق بعيدة عنها، هذا النوع من التهديدات تعتبره الصحيفة «تقليدياً» يتضمن خطراً ينبع من أسلحة تقليدية وقوات خاصة وترسانة من أسلحة الدمار الشامل، لكن الصحيفة تنوه إلى ما تصفه بـ«تهديدات منسية»، مصدرها مجموعة إخفاقات كورية شمالية، من بينها: تدفقات اللاجئين، التي قد تظهر بسبب حالة من عدم الاستقرار في بيونج يانج، واحتمال انهيار جبل مانتاب، وهو الموقع الذي تجري فيه كوريا الشمالية تجاربها النووية، فإذا انهارت تلك المنطقة ستكون العواقب وخيمة. كوريا الشمالية، حسب الصحيفة، أجرت منذ عام 2006 ست تجارب نووية، وجميعها داخل منشأة «بونجي ري»، وهي عبارة عن نفق بعمق 2200 متر بمنطقة جبلية شمال شرق كوريا الشمالية، وبالتحديد على بعد 200 كيلو متر من الحدود الصينية. الاختبار الأخير كان في 3 سبتمبر الماضي، والتي ادعت بيونج يانج أنه قنبلة هيدروجينية، حيث أدى التفجير إلى هزة أرضية بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، وهو الاختبار النووي الأكبر منذ الاختبار الصيني في مايو 1993، وأكبر من أي اختبار أجرته الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي منذ عام 1967. منطقة التجارب النووية الكورية الشمالية، أو«جبل مانتناب» يخشى الخبراء من انهياره، خاصة أن التفجيرات المتوالية داخله أدت إلى تغيير في طبيعة صخوره، ويخشي الخبراء الصينيون من احتمال انهياره ما قد يسفر عن كارثة بيئية، وضمن هذا الإطار، يحذر الدكتور «وانج نايان»، الباحث الرئيس في برنامج الصين النووي، من أن أي تفجير جديد في الجبل سيؤدي إلى انهياره وتسرب الإشعاعات التي تراكمت داخله جراء التجارب النووية السابقة.
«تورونتو ستار»
في افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «نمو عدد السكان الأصليين يُشكل تحدياً بالنسبة لكندا»، أشارت «تورونتو ستار» الكندية إلى أن إدارة الإحصاء كشفت معلومات، من بينها أن عدد السكان الأصليين في كندا قد ازداد بنسبة 42?، وأن المؤشرات الاقتصادية لهذه الفئة من الكنديين تدق أجراس إنذار، ويبدو أن هذا ما جعل رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» يشير إلى اتخاذ حكومته خطوات مهمة لتحسين حياة سكان كندا الأصليين، اللافت أن معدل نموهم يفوق نظيره لدى بقية سكان كندا، بمقدار أربعة أضعاف، الآن، تقول الصحيفة: «إن عدد سكان كندا الأصليين يقارب 1.7 مليون نسمة. ويبدو أن معدل النمو المرتفع لهذه الفئة يعود لسببين، أولهما زيادة معدلات الخصوبة لديهم، والآخر اعتزازهم بأصولهم»، ويتوقع الكاتب أن يصل عدد سكان كندا الأصليين في غضون العقدين المقبلين إلى 2.5 مليون نسمة. لكن الإحصاء لفت الانتباه إلى مشكلات يعانيها هؤلاء السكان، أهمها نقص الخدمات المتاحة، خاصة التي يحتاجها الأطفال. وحسب الصحيفة، فإن أقل من 8? من أطفال كندا، ممن هم دون سن الرابعة، من سكان البلاد الأصليين، ومع ذلك يُشكّل هؤلاء أكثر من 51? من الأطفال في دور الحضانة. السكان الأصليون لا يزالون يعانون من التداعيات طويلة الأجل للسياسات التي انتهجتها عائلاتهم، وهي سياسات لا تنسجم مع الحكومة الكندية. ولدى الصحيفة قناعة مفادها بأن سكان كندا الأصليين، خلال السنوات القليلة الماضية، بات لديهم صوت عالٍ، ويتمتعون بثقة كبيرة في أنفسهم، والكنديون وأيضاً السلطات الكندية مهتمة بهم، وتقف إلى جوارهم، كي يتمكنوا من التغلب على مشكلاتهم.