يُنسب لقناة «سي إن إن» الفضل في رعايتها لمناظرة حول الضرائب ليلة الخميس الماضي بين السيناتور الجمهوري «تيد ركوز» ونظيره الديمقراطي «بيرني ساندرز». والحقيقة أنها كانت مناقشة جادة غنية بالمعلومات بشأن قضية ذات أهمية كبيرة في واشنطن. وأثناء المناظرة، أسدى «كروز» خدمة جليلة لنفسه وللحزب «الجمهوري»، فقد كان حضوره ودياً وتثقيفياً وذكياً، مسلطاً الضوء بفاعلية على أن الإصلاح الضريبي «الجمهوري» يشكل جزءاً من خطة اقتصادية شاملة، بينما بدت دعوة «ساندرز»، لزيادة الضرائب على الأثرياء متسرعة، وعقابية أكثر من كونها جزءاً من سياسة اقتصادية جادة. وعلى رغم أن وسائل الإعلام السائدة لن تقر أبداً ذلك، إلا أنه إذا كانت هناك منافسة لتحديد المرشح «المفكر»، فإن «كروز» سيهزم «ساندرز» بفارق كبير. وقد أدهشني أكثر أن «ساندرز» تمسك بالبدهيات الليبرالية الأساسية ذاتها حول زيادة الضرائب والإنفاق، والدعوة الاشتراكية لتطبيق نظام الدراسة المجانية في الجامعات. وأظهرت المناظرة مدى محدودية «ساندرز» كسياسي. فلديه قليل من الشعارات الاشتراكية الجديدة، ولكن من دون خطط واقعية. وعندما سأل «كروز» «ساندرز»: «طالما أن هذه مناظرة حول الضرائب، فما هو الفارق بين وجهة النظر الاشتراكية ووجهة النظر الديمقراطية حولها؟»، أجاب «ساندرز» بوضوح: «لا أعرف إجابة لذلك». وأتصور أن «ساندرز» كان من الممكن أن يتهيأ بصورة أفضل، وأن يكون لديه شيء جديد لقوله. ولكن بإقراره بأنه لا يوجد اختلاف بين وجهتي النظر الاشتراكية والديمقراطية، أوضح «ساندرز» شيئاً مهماً، والحقيقة أن ذلك الشيء واضح منذ نوفمبر الماضي، وهو أن الحزب «الديمقراطي» الآن في خضم تحول محيّر صوب اليسار. وفي ظل حمل «ساندرز» للواء، يتقبل «الديمقراطيون» مواقفه المتمثلة في: مزيد من النشاط الحكومي ومزيد من الهبات الحكومية، ومن ثم إطلاق العنان لدولة «تتكفل برعاية كل شيء». وبغض النظر عن ذلك، فقد مثّل «كروز» الحزب «الجمهوري» بشكل جيد، فهو مدافع موهوب عن المبادئ «المحافظة»، وقد أبلى بلاء حسناً في تسليط الضوء على الفروق بين نموذج «ساندرز» الاشتراكي، وسياسات الحزب «الجمهوري» الداعمة للوظائف والنمو الاقتصادي. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»