في الوقت الراهن، يرفض «الديمقراطيون» قائمة شروط ترامب، للتوصل لأي صفقة بشأن برنامج «القرار المؤجل بحق القادمين للولايات المتحدة في فترة الطفولة» الذي يُشار إليها اختصاراً بقانون «داكا» DACA، حيث يشتكي الزعيمان «الديمقراطيان» «شك شومر» و«نانسي بيلوسي» من أن قائمة شروط ترامب تشمل الجدار الحدودي، الذي كان قد استبعد صراحة من المفاوضات. وفيما يلي فكرة أفضل أقدمها لـ«الديمقراطيين» بدلاً من رفض مطالب ترامب، ارفعوا مستوى الرهان. يجب على زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور«شك شومر» (ديمقراطي- نيويورك)، وزعيمة الأقلية في مجلس النواب «نانسي بيلوسي» (ديمقراطية- كاليفورنيا)، أن يخبرا ترامب بأنهما سيكونان منفتحين بشأن البنود المدرجة على قائمته- بما فيها الجدار الحدودي- إذا ما وافق على تقنين ليس فقط وضع «الحالمين» - المهاجرين الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة عندما كانوا صغارا وغير المسجلين بشكل قانوني في دوائر الهجرة- وإنما أيضاً وضع الغالبية العظمى من المهاجرين غير القانونيين، الذين لم يرتكبوا جرائم. خلال حملته الانتخابية، كان ترامب قد قال مراراً وتكراراً، إنه يريد أن يجد طريقة يتمكن بواسطتها معظم المهاجرين غير القانونيين من تقنين أوضاعهم، بحيث يغادر «السيئون» منهم الولايات المتحدة، إلى غير رجعة، أما الطيبون فسوف يُسمح لهم بالمغادرة، ثم العودة «على نحو معجل»، كما أشرت من قبل فإن هذه السياسة، كانت قد اقترحت لأول مرة بوساطة السيناتور«كاي بايلي هاتشيسون (جمهوري- تكساس)، وكانت تنص على أن يعود المهاجرون غير القانونيين، الذين لم يرتكبوا جرائم إلى بلدانهم الأصلية ويحصلون على تأشيرات خاصة تسمى «التأشيرة Z» تسمح لهم بالدخول مجدداً للولايات المتحدة والعمل فيها إلى ما لا نهاية، ولكن المقترح الخاص بهذه السياسة خسر التصويت بفارق ضئيل 53 إلى و45. لذلك، إذا ما كان «الديمقراطيون» أذكياء، فسوف يقدمون لترامب هذه الصفقة: موافقتهم على بناء الجدار وغيره من التدابير الحدودية المدرجة على قائمة شروطه، في مقابل السماح بخطة المغادرة والعودة المعجلة Touchback التي كان قد وافق عليها بالفعل من قبل. في عالم السياسة، تسمى هذه الصفقة بالصفقة المربحة للجانبين: فترامب سيتمكن من بناء جداره «الضخم» الجميل، كما سيتمكن أيضاً من الزعم بأنه قد أجبر «الديمقراطيين» على الرضوخ والموافقة على طلباته. أما «الديمقراطيون» فسوف يحصلون على هدفهم، الذي يسعون إليه من مدة طويلة، وهو الحصول على وضع قانوني دائم لجميع المهاجرين الذين لم يرتكبوا جرائم، والموجودين حالياً في الولايات المتحدة. وما هو الشيء الذي سيضطر «الديمقراطيون» إلى التنازل عنه مقابل ذلك؟ سيضطرون إلى ترك ترامب يبني جداره الحدودي. سبب تمترس «الديمقراطيين» اليوم ضد الجدار، هو أن ترامب يريده. فهل «الديمقراطيون» مصممون على حرمان ترامب من انتصار، لدرجة أنهم يرفضون أن يقايضوا جداراً، بوضع قانوني دائم، لما يقرب من 11 مليون شخص من المهاجرين للولايات المتحدة؟ عندما انتخب أوباما رئيساً للولايات المتحدة عام 2008، كان الديمقراطيون يسيطرون على البيت الأبيض، ومجلس النواب، وكان لديهم أغلبية كبيرة في مجلس الشيوخ لم يكن ممكناً تعويقها من قبل الجمهوريين، ومع ذلك لم يتخذوا أي إجراء من أي نوع بشأن إصلاح قانون الهجرة. الآن باتت لدى «الديمقراطيين» فرصة لتحقيق هذا الهدف، ومثلما أن نيكسون كان هو فقط الوحيد القادر على الذهاب إلى الصين، فإن ترامب، على نفس المنوال، هو الوحيد القادر على التوصل لصفقة خاصة بالمهاجرين تقايض أمن الحدود، بتقنين أوضاعهم. هل بلغت كراهية الديمقراطيين لترامب حداً يجعلهم غير قادرين على إقناع أنفسهم باغتنام هذه الفرصة؟ مارك إيه ثيسين* زميل «معهد أميركان إنتربرايز» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»