كانت استجابة الرئيس ترامب البطيئة للأزمة الإنسانية التي تواجه بورتوريكو في أعقاب إعصار ماريا مثيرة للدهشة، فهو يبدو غافلاً حقيقة أن 3.4 مليون أميركي يعيشون هناك. أولاً، دعونا نتحدث عن تأخر استجابة ترامب للكارثة، فبينما زار ترامب تكساس مرتين في غضون أسبوع بعد وقت قصير من حدوث الإعصار الذي ضرب الولاية، وسافر إلى فلوريدا بعد خمسة أيام من حدوث إعصار «إيرما»، لم يضع أي خطط فورية لزيارة بورتوريكو. وأمام وابل من الانتقادات في وسائل الإعلام وتغريدات من المرشحة الرئاسية «الديمقراطية» السابقة هيلاري كلينتون، وغيرها، بسبب تجاهل الكارثة الطبيعية في بورتوريكو، أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن ترامب سيزور الجزيرة اليوم الثالث من أكتوبر، أي تقريباً بعد أسبوعين من العاصفة، بيد أن هذه تفاصيل بسيطة مقارنة بعدم الاهتمام الذي أبداه ترامب في الأيام التي أعقبت إعصار ماريا الذي مر عبر بورتوريكو في 20 سبتمبر. ففي الأيام الخمسة الأولى التي أعقبت الإعصار الذي ترك الجزيرة بأكملها من دون كهرباء ونصفها من دون مياه، كتب ترامب تغريدة واحدة فقط عن مأساة بورتوريكو – رسالة إلى حاكم الجزيرة، ريكاردو روسيلو، قائلاً: «نحن معك». وبالمقارنة، وخلال نفس الفترة كتب ترامب 17 تغريدة تتعلق بفريق الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية الذين انحنوا أثناء عزف النشيد الوطني ولم يحترموا العلم. وعندما استجاب ترامب في النهاية للانتقادات، كتب تغريدة قال فيها إن بورتوريكو في «مأزق حقيقي» بعد إعصار ماريا، وأنه «يجب التعامل مع» ديونها التي تبلغ مليارات الدولارات لبنوك وول ستريت. إن بورتوريكو مفلسة، وينبغي التوصل إلى اتفاق مع بنوك وول ستريت حتى يتسنى لها العودة للوقوف على قدميها، بيد أن تغريدة بدت وكأنه ينصح مريضاً في حالة حرجة بشأن ضرورة تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة. وفوق كل شيء، يجب أن يفهم ترامب أن أبناء شعب بورتوريكو مواطنون أميركيون. لقد خدم أكثر من 200 ألف مواطن من بورتوريكو في القوات المسلحة الأميركية منذ عام 1917، بما فيهم 48 ألف خلال حرب فيتنام. إنهم يستحقون معاملة أفضل. أندريس أوبنهايمر كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»